تحتاج المدن المنكوبة في العراق لفترة خمس سنوات مقبلة في الأقل الى خطة انقاذ عاجلة من نوع آخر، لاتوجد مؤشرات مشجّعة على امكانية أن تتحقق تلك الخطة إن وجدت ،من خلال مجالس المحافظات.
ليست عملية ضخ الاموال في موازنة الدولة هي الحل الناجع لمشكلات معيشية يومية. تلك المدن والبلدات تحتاج أن تنمو فيها جمعيات تعاونية غذائية بمساعدات دولية من حيث الخبرات والاموال.
وهذه الجمعيات تتولى بأجور رمزية توفير المواد الغذائية الاساسية والخبز ومياه الشرب النقية واحتياجات الاطفال في المدارس بحسب قاعدة بيانات منصفة بعيداً عن أي حسابات سياسية كانت سبباً في الفساد العارم. وتكون عملية ادارة الجمعيات من خلال الاهالي ومجالسهم المنتخبة في الاحياء السكنية الكبيرة ، بما يوفر الاكتفاء الذاتي النسبي في المواد الاساسية .
انّ كثيراً من الدول التي نهضت من بين ركام الحروب لها خبرات كبيرة في مجالات الإعاشة والتصنيع الزراعي والصناعات البسيطة واستثمار الجهود المحلية وتنظيمها، ويمكن أن تجري اتصالات مثمرة مع تلك الدول وجمعياتها الخيرية الكبرى غير الرسمية التي لها دائماً اسهامات في إعانة الشعوب الاخرى .
الهدف من قيام تعاونيات هواعادة ضخ مفاهيم العمل الجماعي بين الناس ، واستخراج امكاناتهم الذاتية في التصنيع اليدوي او عمليات الزراعة والتعليب، بعيداً عن روح الجشع. وهذه الجمعيات لها أن تكون متخصصة في نواح تربوية وتعليمية وطبية ، مثل تقديم الدروس الخصوصية لمن يحتاجها من الطلبة مقابل الخدمات الاجتماعية والشعبية التي تسهم فيها الاسرة في فترات عطل ابنائها على سبيل المثال . هذه الجمعيات ، قد تفيد من رؤوس الاموال التي تمنحها الدول المانحة من اجل تطويرنفسها وتحقيق فائدة اجتماعية ، تعيد ترميم القيم المتفسخة جراء الحروب والبطالة والقهر الاجتماعي وغير ذلك .