هذا المحلّل الخطير

فاتح عبد السلام

04/08/2019

يقول محدّثي أنّه عليك أن تنتظر في الايام القليلة المقبلة عودة الحديث عن زعيم تنظيم داعش، ومكان اختفائه المحتمل ووضعه الصحي وطرق التخفي والمناورة التي يتبعها.

قلت له: كيف تتوقّع  ذلك؟

قال:  دائماً، يعلو صوت هذه الاخبار، بعد كل منعطف في الازمات الاقليمية والدولية، وانّ المثير في القصّة هو الوصف الدقيق لمكان وجوده والمرافقين الذين يسيرون معه ونوع السيارة التي يستقلها أحياناً.

هواجس هذا المتحدّث، وهو متابع عادي لتطورات الاوضاع في العراق وسوريا، هي جزء من الخبرة التي اكتسبها المواطنون في المنطقة في التحليل والتدقيق في سير الاحداث، وتمتعهم بحس عال في التمحيص والفرز، مّما يجعل الشائعات المدروسة التي كانت تبثها اجهزة مخابرات الدول قبل عشر أو خمس سنوات، غير ذات مفعول نافذ، كونها تتعرّض لسلسلة من التدقيق الذي هو تشكيك من قبل المتلقين الذين هم عامة الناس.

كلّ ذلك بات من الخبرات المكتسبة بفضل التجارب والمناورات السياسية التي تكسّرت على صخور واقع قاس كابده العراقيون، في ظل موجات من السياسيين الذي غطسوا في بحيرات امتيازاتهم، جاهلين أنّ هناك مَن يقرأ ويسمع ويحلل بين الناس العاديين، فكيف بأصحاب التخصص والخبرة.

هناك خبر كبير يأكل الخبر الصغير، كما في البحار، لكن الذي لا يتغير هو هذا الامتحان الصعب في التعامل مع عقل المواطن العادي، الذي أصبح متخصصاً في كشف الألاعيب والتصريحات الاستهلاكية التي بنى فيها سياسيو الحكومات المتعاقبة جنائن معلّقة في السنة مرتين لكل مدينة وبلدة وقرية، في هذا البلد التعيس بهم.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group