تشهد إيران واحدة من أخطر أزمات المياه في تاريخها الحديث، مع استمرار الجفاف للعام الخامس على التوالي وتراجع معدلات الأمطار، ما أدى إلى انخفاض حاد في منسوب المياه في السدود الرئيسية التي تغذي العاصمة طهران ومحافظة البرز.
ووفق تقارير رسمية صادرة عن المديرية العامة لشركة إدارة المياه، فقد انخفض منسوب المياه في سد "أمير كبير" – أكبر مصدر مائي لطهران – إلى 35% فقط، فيما تراجعت النسبة في سد "لار" إلى 6%، في مؤشر خطير على استنزاف الموارد المائية.
من جانبها، أفادت هيئة الأرصاد الجوية بأن العاصمة الإيرانية سجلت انخفاضًا بنسبة 40% في كميات الأمطار هذا العام مقارنة بالمعدلات الموسمية المعتادة، مما تسبب في تدهور كبير في مصادر المياه السطحية والجوفية.
وزارة الطاقة الإيرانية حذّرت من إمكانية خروج سدود رئيسية مثل "ماملو" و"لاتيان" و"لار" عن الخدمة خلال الأشهر المقبلة إذا استمرت الظروف على ما هي عليه. كما أصدرت إدارة المياه في طهران تحذيرًا يوم 20 تموز، أشارت فيه إلى أن احتياطات السدود وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ مئة عام.
وفي تعليقه على الأزمة، وصف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال زيارته إلى محافظة زنجان، أزمة المياه بأنها "من أخطر التحديات التي تواجه المجتمع الإيراني حاليًا"، مؤكداً أن الموارد المائية تتجه نحو الانخفاض المستمر، محذرًا من انقطاع شبه كامل للمياه في شهري أيلول وتشرين الأول إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لترشيد الاستهلاك وإدارة الموارد.