تشهد محافظة ديالى أزمة جفاف خانقة نتيجة تجاوزات وخروقات تضرب اتفاق تعزيز الإطلاقات المائية من إقليم كوردستان نحو بحيرة حمرين، ما دفع المسؤولين المحليين إلى مطالبة وزارة الموارد المائية الاتحادية باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمة.
رئيس لجنة الزراعة في مجلس ديالى، رعد مغامس، أوضح في تصريح، أن المحافظة شكت خلال زيارة وزير الموارد المائية من وجود تجاوزات وبحيرات أسماك ضمن حدود كوردستان في منطقة كوكز تتجاوز مساحتها أربعة آلاف دونم، وهي تبتلع الحصص المائية المقررة لبحيرة حمرين من سد دربندخان.
وبين مغامس أن معدلات الإطلاقات من سد دربندخان نحو ديالى تصل إلى خمسين مترا مكعباً بالثانية، في حين لا يتجاوز ما يصل فعليا ثمانية أمتار مكعبة بالثانية، مشدداً على ضرورة إلزام كوردستان بإزالة التجاوزات ومنع الخطط الزراعية الصيفية التي تستهلك الحصص المائية المخصصة لاحتياجات ديالى الأساسية.
كما أشار إلى وجود سدود وتحويلات مائية على الحدود بين كوردستان وديالى، تسببت بابتلاع كميات كبيرة من المياه، لافتا إلى أن وزارة الموارد المائية وضعت خطة لحفر آبار ارتوازية في عموم ديالى للتخفيف من حدة الأزمة.
وبحسب الاتفاق المبرم عام ٢٠٢٢ بين ديالى وكوردستان، وبإشراف وزارتي الموارد المائية الاتحادية والإقليمية، كان من المفترض أن تتراوح الإطلاقات المائية بين ثلاثين وستين مترا مكعباً بالثانية نحو بحيرة حمرين، إلا أن الواقع الحالي يشير إلى تدفق أقل بكثير.
وتفاقمت أزمة المياه في ديالى أيضاً جراء قيام إيران بقطع الإيرادات المائية وتحويل السيول نحو الداخل الإيراني عبر إنشاء سدود تخزينية، إضافة إلى تقليل تركيا لحصة العراق الإقليمية من نهر دجلة، ما أدى إلى معاناة مناطق ديالى من الجفاف خلال السنوات الأخيرة.
وتعتمد المحافظة بشكل أساسي على بحيرة حمرين، التي تُعد الخزان الاستراتيجي للمياه بسعة تصل إلى مليارين وأربعمئة مليون متر مكعب، وتؤمن حالياً أكثر من ٧٠٪ من مياه الشرب والري في ديالى.