أمن البصرة ومستقبل الحكم

فاتح عبد السلام

22/08/2020

من حق العراقيين أينما كانوا أن يقلقوا مخافة أن تقع في مدنهم عمليات اغتيال ناشطين أو موظفين أو مدنيين أو عسكريين، كما يحدث في البصرة. سمعت هاتفياً من أهالي البصرة الاصلاء انّ العراقي لا يقتل عراقياً في عمليات منظمة، وكان الخوف يكمم أفواههم من امكانية استهداف أيّ شخص في أيّ مكان تحت تهمة يحدّدها مسلّح وينفذ عقوبتها مسلّح آخر في الشارع. هذه الصورة تعطي التعريف المبسّط لغياب
الدولة أو انتكاس أجهزتها لسبب كبير وليس عابراً في كُلّ الأحوال.
التصعيد في البصرة، يأتي في سياق منظّم من التخطيط لإجهاض مساعي بناء الدولة في بغداد، والفرصة لدى بعض التنظيمات مواتية في سفر رئيس الحكومة وتضعضع المناصب القيادية في العاصمة تحت ذرائع الاعداد للانتخابات وما الى ذلك، فيما الشارع ينزف.
تدهور الأمن في البصرة هو علامة الخراب القابلة للانتشار بسرعة لتطبع مدن الجنوب في وقت قصير، وهو استهداف للعراق كبناء.
إنّها رسالة الخراب التي يراد لها أن تصل لكل مَن يدعو الى تصحيح مسارات الدولة والأمن والسيادة، وهذا هو تحد نوعي يستغل خلط الاوراق في الشارع.
أمن البصرة، وأمن  أية مدينة عراقية أهم من أية انتخابات مبكرة او متأخرة. العراق مقبل على ايام قاسية فيها تحديات متداخلة بين الاقتصاد وتفشي  فيروس كورونا وسطوة اللا دولة، وهذه اجواء طوارىء ،  وسيكون من الخطايا الكبرى ان يتجه العراق لممارسة مدنية في وقت يعيش فيه اجواء حرب ، ولقد شهدنا المناخات  الدموية التي انتجت الاستفتاء على الدستور وخوض دورة انتخابية في غياب شبه كامل للسلم الاجتماعي ، وكانت الحصيلة هي من نراه اليوم من بناء متهاو.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group