الرجل- بحسب رقابات النزاهة- لم يرتكب فسادا ماليا واداريا موصوفا بالمخالفة تحت طائلة القانون والحساب(مثل غالبية رؤساء الحكومات السابقين) لكنه يرتكب، وعلى مدار الساعة، فسادا سياسيا منهجيا مشار له بالتعيينات الديوانية المحاصصية للمناصب الكبيرة (اخرها لوكلاء وزارة الخارجية منذ اسبوع) وبحمايته لقوانين وقواعد وإجراءات التمييز بين المواطنين ومسخ مبدا دولة المواطنة..ذلك هو الفساد السياسي بابشع صوره.. وله قصة يلزم ان نستعيدها دائما.
القصة:
سأل طفل والده: ما معنى الفساد السياسي، فأجابه: لن أخبرك يا بني لانه صعب عليك في هذا السن، لكن دعني أقرّب لك الموضوع، انا اصرف على البيت لذلك يسمونني مصادر الثروة، وامك تنظم شؤون البيت  فهي الحكومة، وانت تحت حمايتها وموضع الخدمة منها فانت الشعب، واخوك الصغير هو املنا فسنطلق عليه اسم المستقبل، اما الخادمة الاجنبية التي عندنا فتمثل القوى الطفيلية، فاذهب يا بني وفكر عساك تصل الى نتيجة، وفي الليل نهض الطفل من نومه قلقآ على صوت أخيه الصغير يبكي فذهب اليه فوجده قد بلّ حفاضته، فحاول أن يخبر امه فوجدهاغارقة في نوم عميق، وتعجب أن والده ليس نائما بجوارها، فذهب باحثآ عنه ليجده في غرفة الخادمة، وفي اليوم التالي قال الولد لأبيه: لقد عرفت يا أبي معنى الفساد السياسي، فعندما تنصرف الحكومة الى النوم، تُهدر الثروة، ويصبح المستقبل غارقا في القذارة...