ورطة مفترق الطرق *

عبد المنعم الاعسم

17/10/2019

لا أحد خارج الورطة السياسية التي تدور فيها اللحظة التاريخية العراقية.

ولم تَعُدْ دموع زعامات ونواب دولة الفساد والمحاصصة "على المصلحة العامة" تكسب عطف أحد، أو موضع تصديق: "ألمْ يأت إخوة يوسف أباهم عشاء يبكون؟ وجاءوا على قميصه بدم كاذب".

الحلول السليمة، خرجت من يد قوى السلطة وناهبي المال العام.

في ايديهم الآن حل واحد هو ترويض حركة الاحتجاج بالاعلان الزائف عن التعاطف معها وتبني مطالبها، وحل تفصيلي آخر، مبيّت، يتمثل باستخدام القوة وسفك الدم لقهر ارادة التغيير التي دخلت في عداد الارادات التاريخية التي لا تُقهر على الرغم من عدم تكامل لوازمها الموضوعية.

اما استباق المواجهة الشاملة بالدخول في شجاعة الحساب، و الاعتراف بالفشل والعجز، الفئوي والجمعي، والتخلي عن المواقع ووضع النفس تحت عدالة القضاء عما ارتكبته من اعمال نهب ومخالفات وتعديات فان القوى المتنفذة "الحاكمة" اسقطت هذا الخيار ومرغته بدماء ابناء الشعب في صور لا مثيل لها من الغطرسة وانكار الحق، وذلك بعد ان استنفذت الفرص الذهبية التي اتيحت لها للمراجعة.

وبوجيز الكلام، فان القابضين على اقدار البلاد غير مؤهلين (في منظوراتهم وادواتهم وارتباطاتهم) لولوج معابر الحلول السلمية، إذْ انغلقت تلك المعابر على ايديهم وضاقت الفروض لانهاء مزاد المساومة على الحق، وذلك قبل أن يحل موعد الرحيل.. "يوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار" والحال فان أولئك الذين فرطوا بالفرص الذهبية التي انفتحت امامهم، وجدوا انفسهم في خيبة واضطراب وحرج هي عناوين الورطة، وكابوس الحساب: فهذا لك، وهذا عليك.

ــــــــــــــــــــــــ

*مقال ينشر في "الصباح الجديد"

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group