نعم للمنتج الوطني.. لا للمستورد

زيد الحلي

15/12/2019

منذ مدة قصيرة، اتابع دعوات الاصدقاء، لتشجيع المنتجات المحلية، والتأكيد على جعلها من اولويات الاسرة  العراقية، لاسيما في ما يخص منتجات الالبان والفواكه والخضر والملابس ومواد البناء.. الخ، بعد ان اصبحت السوق المحلية، قوس قزح من منتجات دول قريبة وبعيدة، وبلغ حجم الاستيرادات لبضائع ومواد بسيطة، لها بدائل عراقية، نحو 36 مليار دولار سنويا.. اي ما يعادل ميزانيات دول عدة.. مواد تمثلت بـ(المثلجات، القيمر، الالبان، قمصان، طماطم، احذية، مياه شرب، ومياه غازية، حلقوم، أحزمة، حفاظات اطفال، مناديل ورقية، بصل، خيار، باذنجان، عصائر، حامض حلو، واحمر شفاه) واشياء اخرى اخجل من ذكرها!

وقد تفاعلتُ مع  تلك النداءات، واصبحت معظم مشتريات اسرتي، هي من المنتجات المحلية، وبالأمس فاجأتني صغرى بناتي، باهتمام عدد كبير من المواطنين واسرهم بنداء لتشجيع المنتوج المحلي، واطلعتني على صفحة في (الفيس بوك) بعنوان "دعم المنتوج الوطني" حيث وجدتً فيها الآلاف من محبي العراق، يساندون  هذه الحملة الوطنية، واصبحت جميع مشترياتهم من المنتوج المحلي، وبهذا حقق العراقيون، وحدة اقتصادية عميقة المعاني في مساندة المنتوج المحلي، وان الكرة حاليا، في ملعب اصحاب المصانع في مختلف التخصصات واصحاب الاراضي الزراعية، من اجل تحسين ما ينتجونه شكلا ومضونا، كي تستمر عجلة الدعم لهم في سيرها، حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي في الاسواق العراقية..

ومع فرحتنا بالوعي الوطني الذي  اثمر هذا الوهج والانتباه للمنتوج المحلي، فأن من الضروري معرفة صورة  المحن الصناعية بجميع صنوفها، والمشكلات الزراعية، حتى يمكن تقيم المنتجات المحلية، فلا يكفي أبداً أن  تعلن الحكومة أنها خصصت قطعة أرض لهذا المشروع الصناعي او الزراعي، بل الحالة تحتاج إلى دراسة دقيقة، تحدد احتياجات السوق المحلية، وانواع الدعم الذي يقدم من اجل تكامل اقتصادي..

وفي هذه العجالة، اقول لابد أن ندرك التحديات التي تواجه نمو القطاع الصناعي والزراعي، لاسيما بما يتعلق بتوفير البنى التحتية الحديثة والمتكاملة اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً، وأهمية الدعم اللازم لتشجيع الاستثمار في الزراعة والصناعة، فالإقبال الذي سيزداد لاحقا على المنتج المحلي من قبل الاسر العراقية، يفرض على المصانع الصغيرة والمتوسطة تطوير رؤاها بالعمل من خلال التحالفات مع بعضها البعض، وتطوير التقنيات أو الاندماج في كيانات أكبر لمواكبة التطور الحاصل في العالم.. وفسحة الامل واضحة امامنا، والمتمثلة بوفرة الطلب على المخرجات وتوافر المدخلات ووجود الفرص التسويقية.. مرحى لشعبنا الابي هذه الصحوة الرائعة..

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group