هل يوجد سقف زمني لما يحدث في العراق؟

فاتح عبد السلام

21/01/2020

هل‭ ‬يمكن‭ ‬قراءة‭ ‬سقف‭ ‬زمني‭ ‬للتظاهرات‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬وجنوب‭ ‬العراق‬،‭ ‬بعد‭ ‬مضي‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬اندلاعها؟

هذا‭ ‬السؤال‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬بال‭ ‬ملايين‭ ‬العراقيين‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬الخلاص‭ ‬والانتقال‭ ‬من‭ ‬ضفة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭.

هناك‭ ‬سؤال‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الإجابة‬،‭ ‬هو‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تمتد‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الى‭ ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬شهراً‭ ‬أو‭ ‬أربعة‭ ‬وعشرين‭ ‬شهراً‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر؟

الجواب‭ ‬الأولي‭ ‬انّ‭ ‬ما‭ ‬مضى‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬مقدمة ‬بسيطة‭ ‬لما‭ ‬سيكون،‭ ‬وانّ‭ ‬الزمن‭ ‬الذي‭ ‬مضى‭ ‬قصير‭ ‬جداً‬،‭ ‬وانّ‭ ‬الطريق‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المعلنة‭ ‬طويل‭ ‬ومدمّى‭.

لو‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬الرقم‭ ‬‮760‬‭ ‬قتيلاً‭ ‬حتى‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬الجديد،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يهتز‭ ‬رمش‭ ‬للعالم‭ ‬الذي‭ ‬يراقب‭ ‬بدقة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬وليس‭ ‬غافياً‭ ‬أو‭ ‬نائماً‭ ‬أو‭ ‬منشغلاً‭ ‬عنه‭ ‬كما‭ ‬يخيّل‭ ‬لبعضهم‬،‭ ‬لوجدنا‭ ‬انّ‭ ‬الرقم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬بحسب‭ ‬الاعتبارات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬العراق‭ ‬الساعي‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬ثوب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ارتداء‭ ‬ثوب‭ ‬آخر‬،‭ ‬فإنّ‭ ‬المسألة‭ ‬معقدة‭ ‬وستفضي‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬تاريخية‭ ‬من‭ ‬التغييرات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬باختيار‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬انتقالية‭ ‬أو‭ ‬انتخابات‭ ‬مبكرة‬،‭ ‬لأن‭ ‬رقم‭ ‬التضحيات‭ ‬يصطدم‭ ‬بتقاطع‭ ‬حدي‭ ‬مع‭ ‬مشروع‭ ‬متجذر‭ ‬لن‭ ‬يتنازل‭ ‬أصحابه‭ ‬ولو‭ ‬تكتيكياً‭ ‬عن‭ ‬نقطة‭ ‬أساسية‭ ‬فيه‬،‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬غير‭ ‬عراقي‭ ‬في‭ ‬الأصل،‭ ‬وما‭ ‬العجلة‭ ‬العراقية‭ ‬سوى‭ ‬صاحبة‭ ‬دور‭ ‬مقنن‭ ‬في‭ ‬الدوران‭ ‬داخل‭ ‬تلك‭ ‬العجلة‭ ‬ليس‭ ‬أكثر‭.

‭ ‬لذلك‭ ‬نراهم‭ ‬في‭ ‬طبقة‭ ‬السلطة‭ ‬الرسمية‭ ‬حائرين‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬كيف‭ ‬يتصرفون‬،‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬العام‭ ‬ليسوا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬تابعة‭ ‬تنتظر‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬الآخرين‭ ‬لتسير‭ ‬في‭ ‬اتجاهها‭.

لا‭ ‬نزال‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الأجندة‭ ‬الزمنية‭ ‬للأحداث‬،‭ ‬لأن‭ ‬سقف‭ ‬المطالب‭ ‬هو‭ ‬صناعة‭ ‬تاريخ‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬المنطقة‬،‭ ‬والعالم‭ ‬يعرف‭ ‬مَن‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يقدر‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬النهاية. ‬والمسألة‭ ‬ليست‭ ‬سائبة‭ ‬كما‭ ‬تبدو‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬جوانب‭ ‬المشهد‭ ‬أحياناً‭.‬

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group