معادلة العدد والكم في قوائم المرشحين

احلام قاسم المالكي

22/09/2021

فلسفة الحياة هي ان تعرف ماتريد والى اين تمضي لتتخذ قراراتك بوضوح، لكن فلسفة السياسة لاتبتعد كثيرا عن هذا الوصف لانك في السياسة تحتاج الى افكار اكثر تعقيدا لانك مسؤول عن اشياء اكبر خاصة مع التزاحم الكبير في العلاقات وتفاعل اكبر مع فئات اجتماعية تتطلب قيادتها ماهو اكثر من التفكير بالذات الفردية وتحقيق الطموحات الشخصية التي تتصل بحاجات الانسان،فالعمل في السياسة يعني العمل على تحقيق مطالب الناس وضمان حاجاتهم وتامينها بطرق قانونية وهذا يتطلب جهدا وإيثارا ومسؤولية وصبرا.

حين اطالع صور واسماء وسير وخبرات وتجارب مئات المرشحين للإنتخابات سواء كانت برلمانية او تتعلق بالمجالس المحلية يصدمني واقع مثير للقلق فهناك من يستسهل العمل في السياسة ويريد ان يتحول الى مسؤول كبير بين ليلة وضحاها تحيط به الناس ويطوقه عناصر حماية مدججين بالسلاح ويفتح له باب السيارة الفارهة ويرتدي بذلات انيقة ويرفع انفه الى السماء ويبدا بتوجيه الاوامر ويدلي بالتصريحات النارية في كل الاتجاهات مع انه درس في اختصاص معين ولايفقه من السياسة والاعيبها شيئا.

مرشحون من النساء والرجال اصابتهم حمى الوصول الى البرلمان وارتفعت درجة حرارة طموحاتهم فوق المعدلات الطبيعية وبدت عليهم اعراض لم يصب بها حتى مرضى كورونا وصاروا ينفقون الملايين على الحملات الدعائية ويشترون ذمم الناس بمبالغ تافهة مستغلين ظروف الحرمان والحاجة لدى فئات اجتماعية عديدة اذلتها السياسات الخاطئة ونهبت اموالها عصابات الفساد وصار البعض يرى في الترشح للانتخابات فرصة لتغيير الاحوال والوصول الى مراتب عليا في السياسة ليس لبناء الوطن بل لحماية نفسه من الوطن وعذابات الوطن ومن الحالة المزرية التي عليها الناس فكان الترشح صار هروبا وليس مسؤولية.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group