وصف وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، المرحلة الراهنة في تركيا بأنها "مرحلة تاريخية"، في إشارة إلى التطورات المتسارعة بشأن قرار حزب العمال الكردستاني حل نفسه وإنهاء العمل المسلح، مؤكداً أن العمليات العسكرية التركية السابقة ضد معاقل الحزب كانت "مؤثرة وفعالة".
تصريحات يرلي قايا جاءت من العاصمة الأذربيجانية، متزامنة مع ما أعلنه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يوم السبت، السابع عشر من أيار/مايو ٢٠٢٥، خلال رحلة عودته من ألبانيا، حيث أكد أن الأجهزة الأمنية التركية تتابع عن كثب عملية نزع السلاح وتسليم الأسلحة من جانب الحزب، مشيراً إلى وجود محادثات مع أطراف إقليمية، بينها حكومتا بغداد وأربيل، لتحديد أدوارهما المحتملة في هذا المسار.
وقال أردوغان إن هناك "خططا متكاملة يتم تداولها مع جيران تركيا لضمان نجاح هذه المرحلة"، مشيرًا إلى أن بلاده عازمة على إنهاء الملف بشكل جذري.
وبحسب الوزير يرلي قايا، فإن "جميع مؤسسات الدولة المعنية تتابع تطورات هذه العملية الحساسة بهدف ضمان أمن واستقرار البلاد ووحدتها الوطنية".
وجاء قرار حل الحزب بعد مسار سياسي وأمني طويل، بدأ مع إطلاق الحكومة التركية مبادرة "تركيا بلا إرهاب" في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والتي قابلها حزب الشعوب الديمقراطي بمبادرة مقابلة بعنوان "حل القضية الكردية".
وفي هذا السياق، أجرى وفد من الحزب خمس زيارات إلى سجن إمرالي، حيث نقل رسائل من زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل، عبد الله أوجلان، دعا فيها إلى إنهاء الكفاح المسلح وعقد مؤتمر حزبي يتخذ قراراً نهائياً بحل التنظيم.
وبالفعل، أعلن الحزب في الثاني عشر من أيار/مايو الجاري، نتائج مؤتمره الثاني عشر، الذي عقد بين الخامس والسابع من الشهر نفسه، متخذاً قراراً نهائيا بحل نفسه ووقف النضال المسلح، في خطوة تاريخية من شأنها أن تفتح الباب أمام مرحلة جديدة في تركيا والمنطقة.