العراقيون يترقبون الحقيقة.. بيان المسيرات يثير الشكوك ويترك الأسئلة معلقة

قبل 3 أيام العراق
وسط انتظار شعبي واسع لكشف ملابسات سلسلة الهجمات بالطائرات المسيرة التي استهدفت مواقع عسكرية عراقية، جاء بيان الحكومة الأخير مخيبا للآمال بحسب مختصين، وصفوه بأنه "غامض، فضفاض، ولا يرتقي لحجم الحدث الأمني الخطير.
وقال الخبير في الشؤون الاستراتيجية مصطفى الطائي في تصريح صحفي، إن البيان ترك مساحة واسعة للتكهنات، ولم يجب عن الأسئلة الجوهرية التي تدور في أذهان العراقيين، لا سيما في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة إقليميًا ومحليا.
وأضاف الطائي: "البيان لم يوضح من هي الجهة المسؤولة عن الهجمات، ولم يبين حجم الخسائر أو طبيعة المواقع المستهدفة بدقة، مما يطرح علامات استفهام حول قدرة الدولة على التعامل مع مثل هذه التهديدات أو مدى استعدادها للكشف عنها."
وكانت الحكومة العراقية قد أصدرت، يوم الجمعة 18 تموز 2025، بياناً بشأن نتائج التحقيق في الهجمات الأخيرة بالطائرات المسيّرة، التي استهدفت مواقع رادارية تابعة للقوات المسلحة في عدد من المحافظات. وذكر البيان أن الطائرات "صُنعت خارج البلاد" وانطلقت من داخل الأراضي العراقية، وتم التعرف على الجهة المنفّذة، دون إعلان أسمائها، متذرعًا بـ"ضرورات أمنية".
كما أشار البيان إلى أن كل الهجمات تمت من جهة واحدة، وأكدت الحكومة عزمها على اتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يقف خلفها، مجددة رفضها لأي استهداف يهدد سيادة العراق أو أمن قواته.
من وجهة نظر مراقبين، فإن البيان لم يكن على قدر توقعات الشارع ولا مستوى التهديد، خاصة مع تصاعد التوترات عقب انتهاء الحرب الإيرانية – الإسرائيلية التي تركت المنطقة في حالة ترقب أمني.
ويرى هؤلاء أن العراق بات أشبه بـ"ساحة لتصفية الرسائل" بين أطراف خارجية، وسط موجة من الهجمات المجهولة التي طالت مواقع استراتيجية في كردستان وصلاح الدين وديالى، دون أن تكشف الحكومة عن نتائج واضحة لأي تحقيق سابق.
ويؤكد الطائي أن الصيغة "المبهمة" للبيان تظهر خللا مؤسسيا في التعاطي مع الملف الأمني، وربما "تواطؤا صامتا" أو خضوعا لتوازنات خارجية تعيق الإفصاح الكامل عن الجهات المتورطة.
وأضاف: "حين تغيب الشفافية، وتتكرر الأحداث من دون محاسبة أو كشف صريح، فإن الثقة بين المواطن والدولة تبدأ بالانهيار.. ولا يمكن تبرير كل هذا الغموض تحت شعار حماية الأمن القومي.؟
تشير تقديرات أمنية إلى أن هذه الهجمات قد تكون جزءًا من عملية استكشاف قدرة الدفاعات العراقية، أو تمهيدا لسلسلة من التوترات القادمة في حال اشتعال جبهة إقليمية جديدة، خاصة بعد حالة الانكفاء الإيراني النسبي عقب الحرب الأخيرة، والغموض الذي يلف مستقبل التواجد الأميركي في العراق.

ترددات نوا

  • الأكثر قراءة
  • احدث الاخبار
Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group