أعلنت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الأحد، أنها استدعت السفير البريطاني لدى بغداد، عرفان صديق، لإبلاغه احتجاجها الرسمي واعتراضها الشديد على تصريحات أدلى بها في الثامن من آب الجاري، ووصفتها بأنها "مخالفة للأعراف الدبلوماسية" و"تدخّل في الشؤون الداخلية للعراق".
وجاء في بيان الوزارة أن وكيل وزارة الخارجية للشؤون الثنائية، السفير محمد حسين بحر العلوم، عقد اجتماعا مع السفير البريطاني في مقر الوزارة، أعرب خلاله عن قلق الحكومة العراقية من فحوى التصريحات الأخيرة، مؤكدا أنها تتعارض مع أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، والتي تفرض على الممثلين الدبلوماسيين احترام قوانين الدولة المضيفة والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية.
وشدد بحر العلوم على ضرورة التزام الجانب البريطاني بقواعد العمل الدبلوماسي القائم على الاحترام المتبادل، داعيا السفير إلى تجنب الإدلاء بتصريحات أو القيام بأنشطة مشابهة مستقبلا، والعمل على ما يعزز علاقات الصداقة والتعاون بين بغداد ولندن.
وأكدت وزارة الخارجية في بيانها تمسك العراق بمبدأ التواصل الدبلوماسي البناء، ورفضه أي مواقف أو تصريحات من شأنها التأثير سلبًا على مسار العلاقات الثنائية، مشيرة إلى أن مثل هذه القضايا تستوجب معالجة حذرة تحافظ على أجواء الاحترام المتبادل.
وكان السفير البريطاني قد أدلى، في مقابلة متلفزة مؤخراً، بتصريحات أثارت جدلاً واسعًا، قال فيها إن "الحرب ضد تنظيم داعش انتهت، وانتفت بالتالي الحاجة لبقاء التحالف الدولي"، مضيفًا أن "الوضع ذاته ينطبق على الحشد الشعبي"، معتبرًا أن دوره بعد هزيمة داعش لم يعد كما كان خلال فترة الحرب، في إشارة إلى أن جميع الفصائل المسلحة موجودة ضمن الحشد الشعبي.
تصريحات السفير لاقت رفضا واسعا في الأوساط السياسية والشعبية العراقية، باعتبارها تدخلا في ملف أمني وعسكري يعد من صميم السيادة الوطنية.