أكد رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، أن حجم التدخلات الخارجية في العراق تراجع بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن القوى السياسية باتت تعتمد في قراراتها على رؤى وطنية داخلية أكثر من استجابتها لتأثيرات خارجية.
وقال الحكيم، في كلمة ألقاها خلال جلسة حوارية بمؤتمر "ميري" في أربيل، إن التحول الذي شهده العراق منذ عام 2003 كان انتقالاً بنيوياً عميقاً من نظام شمولي إلى نظام ديمقراطي تعددي في بلد يتميز بتنوع واسع، مبيناً أن الشعوب التي تمر بمثل هذه التحولات تحتاج إلى وقت طويل لترسيخ منظومات حكم مستقرة.
وأضاف أن العراق، رغم ما واجهه من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية، تمكن من تجاوزها تدريجياً، ليبدأ مرحلة جديدة من "الاستقرار المستدام" تزامناً مع اقتراب انتخابات عام 2025، التي يرى أنها ستشكل محطة مهمة لترسيخ الاستقرار السياسي بعد أن أسست انتخابات عام 2005 للديمقراطية.
وأشار الحكيم إلى أن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت تحسناً في الأداء السياسي وتسارعاً في الإعمار والعلاقات الخارجية، لافتاً إلى أن قوة مؤسسات الدولة انعكست على تقليص التدخلات الخارجية بشكل واضح.
وفي حديثه عن القوى التي كانت خارج إطار الدولة، أوضح الحكيم أنها اندمجت تدريجياً في العملية السياسية وأصبحت جزءاً من النظام عبر قوائم انتخابية ومصالح اقتصادية، ما أسهم في تعزيز الالتزام بالقانون.
كما وصف الاتفاق النفطي الأخير بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان بأنه "خطوة إيجابية وتاريخية" تمهد لتشريع قانون النفط والغاز، مؤكداً أن هذا الاتفاق القائم على الشراكة والشفافية يمثل نموذجاً عملياً لإدارة الملفات الخلافية بين بغداد وأربيل بروح التعاون والثقة المتبادلة.