صالح الحكيم: على الكورد أن يعرفوا بوصلة الشارع الشيعي ويسعوا من جانبهم لإعادة بناء الثقة

15/12/2019 العراق
ملتقى النجف – أربيل

أكد رئيس مركز الحكمة للحوار والتعاون ، صالح الحكيم، اليوم الأحد 15 كانون الاول 2019، أن العلماء في النجف الأشرف يرحبون بالحوار بين الكورد والشيعة، لافتا الى ان "التيارات السياسية التي حكمت العراق بعد الحقبة الدكتاتورية السوداء لم تستطع أن تحقق دولة المواطنة التي على أساسها يتساوى الجميع أمام القانون " ومبينا ان "الكورد لم يوثقوا العلاقة مع الشارع الشيعي".

وقال الحكيم خلال مشاركته في ملتقى النجف – أربيل الذي ينظمه مركز دراسات رووداو حول آفاق العلاقات بين الكورد والشيعة "استمزجت بعض الآراء من العلماء في النجف الأشرف وهم يرحبون بهذا الحوار ويعتبرونه خطوة مهمة في ترميم العلاقة وانطلاقة جديدة لمستقبلنا".

وذكر انه" لا يوجد عراقا واحدا اليوم، مشيرا الى ان البلد مقسم سني شيعي كوردي، لافتا الى اننا "إذا نشدنا الإصلاح وتبنيناه، فالشيعة والكورد هم الأقرب لما يجمعهم من مشتركات تاريخية، ولو تعاونوا على هديها فسوف يتبعهم أهلنا من أبناء المذاهب السنية الكريمة".

واكد ان "الحاجز الذي يمنع هذا المنهج هو (أحزاب الإسلام السياسي الشيعية) التي هي لا تعبر عن الخط الشيعي العام. فجل أفكارهم مستوردة طارئة على مجتمعنا العراقي واعتماد الكورد على العلاقة معهم دون أن يلتفتوا إلى جماهير الشيعة الذين هم بأغلبيتهم لا يسعون إلى إقامة حكومة إسلامية، فهم مدنيون بحوزتهم الدينية وبنخبهم وهم يرفضون تسييس الدين وإقحامه في بازار السياسة".

وأشار إلى أن "الكورد لم يوثقوا العلاقة مع الشارع الشيعي، ولم يلحظوا حتى الكورد الشيعة، واليوم ونحن نعيش هذه الحالة المذهلة من وعي الجماهير الشابة ودقة تشخيصها والمواقف الممتازة والمنحازة للأمة، التي شهدناها من مرجعية النجف الأشرف، خلال هذين الشهرين الماضيين"

واضاف "على الكورد أن يعرفوا بوصلة الشارع الشيعي ويلتفتوا لقواه الحقيقية، ويسعوا من جانبهم لإعادة بناء الثقة".

وذكر الحكيم عدة محاور عملية بهذا الغرض وهي:

*أكثر ما يعزز بناء الثقة ويعطي جرعات إيجابية تبعث روح الأمل هو الصدق والإحساس بأن الطرف الآخر يحترم العلاقات ويسعى لتمتينها.

*أكثر ما يوجب القطيعة والتنفير هو الشعور بأن الآخر يبني علاقاته معك على أساس مصالحه فقط، وأنه يتعامل معك على أساس اقتناص الفرص. فهو معك بمقدار مصالحه، وعلاج ذلك يكون بترسيخ المشتركات بين الطرفين والسعي لإقناع الآخر بالمصير المشترك والمصالح المشتركة.

*إتاحة الفرصة لمخاطبة الجمهور من قبل الآخر، يعني التبادل الثقافي، والتجذر في فهم الآخر.

*مواصلة الأبحاث لبناء شراكة إنسانية تنتج بناء مشتركاً يسهم في بناء عيش سلمي مشترك يقوم على أساس احترام الخصوصيات وتعزيز المشتركات.
*تطويق التصريحات والانفعالات السلبية غير الناضجة التي تترك آثاراً سلبية على الطرفين.

*تكثيف اللقاءات وإيجاد دراسات مشتركة تستند إلى الحاجات المشتركة للطرفين.

وشدد الحكيم "الحاجة إلى مواقف سريعة وجادة تعبر عن أخوة الشعب الكوردستاني لأخوانه في الوسط والجنوب وهم يمرون في مقطع زمني مصيري وحساس".

محافظ اربيل: هدفنا النهوض بواقع المجتمع والدولة إلى مستويات أكثر رقيا وانسجاما

اما محافظ أربيل فرصت صوفي فأكد، اليوم الأحد، على ضرورة التفاهم والتعاون المشترك في العراق لمنع عودة الجماعات الإرهابية والوقوف أمام كل المخاطر التي تواجهنا في المستقبل ونمنع التدخلات الإقليمية والدولية في الشؤون الداخلية للعراق ونحدد مصيرنا بأنفسنا بعيداً عن التدخلات الخارجية".

وقال صوفي في كلمته الافتتاحية لملتقى النجف – أربيل "آفاق علاقات الكورد – الشيعة" الذي ينظمه مركز دراسات رووداو في أربيل إن "أربيل تفتح أبوابها من جديد لتحتضن المصالحة الوطنية والمبادرة التاريخية لحل إشكالية العملية السياسية وإعادة بناء الثقة بين كل مكونات العراق، لافتا الى انه "بتعاوننا وتعاضدنا سنواجه المخاطر المستقبلية والتدخلات الإقليمية والدولية في الشؤون الداخلية للعراق".

وأضاف،أن "المحافظات العراقية تشهد حاليا احتجاجات وتظاهرات تطالب بالإصلاح وتقديم الخدمات وتقويم العملية السياسية بالشكل الذي يؤدي إلى الاستقرار والتنمية لا بد من الاستجابة للمطالب المطروحة وفقا للأطر القانونية والدستورية".

وتابع "ننظر ببالغ القلق إلى استمرار أعمال العنف والقتل التي استهدفت المتظاهرين المدنيين السلميين والقوات الأمنية وننتهز الفرصة لنقدم تعازينا القلبية لذوي الضحايا ونشاركهم أحزانهم ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى".

واكد، ان "التظاهرات السلمية حق مكفول دستوريا وعلى جميع الأطراف التعامل بمسؤولية وروح وطنية لكي لا تخرج الأحداث عن السيطرة و لا تراق المزيد من الدماء الزكية".

وأشار إلى أن "هذا الملتقى النخبوي سيشكل حجر الأساس لبناء رؤية مشتركة حول العلاقات المجتمعية وأثرها على إعادة بناء الدولة الاتحادية الفيدرالية وفقا لمبدأ المواطنة المتساوية والديمقراطية بهدف النهوض بواقع المجتمع والدولة إلى مستويات أكثر رقيا وانسجاما".

وذكر محافظ أربيل أن "المصلحة الوطنية تشكل أساس العقد الاجتماعي والتي يجب أن تكون وفق التسويات مشروعة وقابلة للتطبيق من خلال مبادرات واجتهادات نوعية تعالج المشاكل الآنية وتمحي آثار الماضي بل تستثمرها في بناء علاقات مجتمعية أكثر اندماجا وتكاملية في المستقبل".

واختتم كلمته قائلا "نتمنى من هذا الملتقى أن يخرج بتوصيات ومبادرات حول العديد من القضايا الإشكالية بشأن الأمن والاقتصاد والطاقة والمصالحة الوطنية وتصحيح مسار العملية السياسية وآليات دستورية وقانونية لمعالجتها وطرح حلول مبتكرة ومستديمة".

وانطلق في الساعة العاشرة من صباح الأحد، 15 كانون الأول، 2019، ملتقى النجف – أربيل الذي ينظمه مركز دراسات رووداو لبحث آفاق العلاقات بين الكورد والشيعة، بمشاركة أكثر من 80 شخصية من المسؤولين والمراقبين السياسيين والأكاديميين.

وقال الباحث في مركز دراسات رووداو، زريان روجهلاتي إن الملتقى جزء من مشروع مركز دراسات رووداو وشبكة رووداو الإعلامية للحوار العراقي والحوار بين المكونات والمجموعات المختلفة في العراق، وفي هذا الإطار يعتبر الحوار بين الكورد والشيعة ذا أهمية كبرى.

وأضاف: "نوع العلاقات بين الكورد والشيعة يمكن أن يؤثر على مستقبل العراق ويؤسس لبعض أحداث الشرق الأوسط كذلك".

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group