بدأت السلطات المحلية في محافظة نينوى إجراءات فتح حفرة "الخسفة" جنوب الموصل، والتي تُعد من أكبر المقابر الجماعية في العراق وربما العالم، حيث يُعتقد أنها تضم نحو عشرين ألف جثمان لضحايا تنظيم "داعش" بين عامي 2014 و2017، معظمهم من المدنيين وعناصر الأجهزة الأمنية.
جاء هذا التحرك بعد سنوات من المطالبات، وشمل اجتماعًا في مقر قيادة عمليات نينوى حضرته جهات قضائية وأمنية وإنسانية، وتمخض عن قرارات أبرزها رفع الألغام والمخلفات الحربية وتشكيل لجنة فنية لإعداد دراسة شاملة عن الموقع وآلية الفتح.
محافظ نينوى عبد القادر الدخيل أكد أن طبيعة الخسفة الجغرافية المعقدة والانبعاثات السامة فيها تتطلب دعماً دولياً، مشيراً إلى أن عمليات الفتح ستُخصص لها ميزانية محلية، وأن الهدف هو انتشال الجثامين وتسليمها لعائلات المفقودين.
من جهته، أوضح الخبير الجيولوجي مروان عبد الله أن فتح الخسفة يختلف عن باقي المقابر الجماعية لكونها عميقة جداً (أكثر من 150 مترًا) ومليئة بالمياه والغازات السامة، مما يستلزم تقنيات متقدمة وفِرقاً متخصصة.
وفي ظل عدم الاعتراف الرسمي بعدد من الضحايا كشهداء بسبب غياب الجثث، شدد خبراء قانونيون على أن فتح الخسفة سيساعد عائلاتهم في استصدار شهادات وفاة، ما يُمكّنهم من الحصول على حقوقهم المادية والقانونية.
المنظمة المتحدة لحقوق الإنسان رحبت بالخطوة، مشيرة إلى أن نحو 6 آلاف من المفقودين قد يكونون في الخسفة، ودعت إلى تدخل دولي عاجل لإنصاف الضحايا وعائلاتهم.