في ظل تصاعد الهجمات بالطائرات المسيرة التي استهدفت منشآت نفطية وبنى تحتية في إقليم كوردستان، أبدى رئيس الوزراء العراقي الأسبق، حيدر العبادي، قلقه الشديد إزاء غموض هذا الملف، محذرا من تداعيات خطيرة إذا استمرت الحكومة في تجاهل ما يجري دون تحديد المسؤولين أو محاسبتهم.
وفي مقابلة إعلامية كشف العبادي أن اجتماعا حديثا لقادة الإطار التنسيقي أكد بشكل قاطع عدم معرفتهم بالجهات المنفذة لهذه الهجمات، ونقل عن القيادات قولهم:
"لو كنا نعلم من ينفذ هذه الهجمات ولم نتحرك فهذا عيب كبير، أما إذا كنا نجهل بالكامل من يقف خلفها فهذه مسؤولية مضاعفة على الحكومة وأجهزتها الأمنية."
وتعرض إقليم كوردستان خلال الأسابيع الماضية لسلسلة هجمات مسيّرة استهدفت مطارات، مواقع نفطية، مقار أمنية وحتى مناطق سكنية، دون أن تتبناها أي جهة بشكل رسمي. وتشير تحليلات إلى احتمال تورط فصائل مسلحة مدعومة إقليمياً في هذه العمليات، وسط تصاعد التوتر بين أربيل وبعض الأطراف السياسية والمسلحة في بغداد.
وأثارت هذه الهجمات مخاوف كبيرة محليًا ودوليًا، لا سيما لما تمثله من تهديد مباشر لقطاع النفط، الذي يُعد شريان الحياة الاقتصادي للإقليم وللعراق بأسره. كما فتحت الباب أمام تساؤلات حول قدرة الحكومة العراقية على بسط الأمن والسيطرة على الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون.
العبادي، إلى جانب قوى سياسية أخرى، دعا إلى فتح تحقيق شفاف ومستقل لكشف هوية المنفذين، ومحاسبة الجهات التي تقف وراء هذه الأعمال. كما شدد على ضرورة تحمّل الأجهزة الأمنية والحكومة الاتحادية لمسؤولياتها الدستورية في حماية أرواح المواطنين ومصالح البلاد.
مراقبون حذروا من أن استمرار هذا النمط من الهجمات قد يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد داخل العراق، وربما توسيع نطاق هذه الأساليب لتشمل مناطق جديدة، ما لم يتم التصدي لها بشكل حاسم وشفاف.