هل يرتضي سيد الشهداء ذلك؟

د. هاشم حسن التميمي

19/10/2019

الامر في غاية الخطورة نحتاج للحكمة والشجاعة لمناقشته بعيدا عن التزمت والتطرف والمزايدات في التقوى والتدين والعنف في التصرف والتعامل مع الراي المخالف.

ان تهذيب الشعائر الحسينية من البدع والمغالاة امثال التطبير والتطيين والزحف المذل على الارض وجلد الذات وتحقيرها وسيلة للتقرب وممارسات اخرى تحتاج وقفة شجاعة من المرحعية والعقلاء من رجال الدين لوضع حد لهذا التمادي الذي يسىئ لجوهر الشعائر الحسينية وهي مناسبة نريدها تحرك في النفوس روح الثورة للاصلاح والتضحية بالذات من اجل الاهداف النبيلة واعمال الخير التي تعمر وتمجد العمل الصالح وتحث الناس للتضامن والمبادرة والتضحية والاخلاص في الوظيفة والمبادرات لخدمة الصالح العام.

فهل يرضى سيد الشهداء ان نتهرب من واجباتنا في المستشفيات ودوائر الدولة بذريعة الزيارة ليموت المرضى وتؤجل العمليات الطارئة وتعطل مصالح الناس لغياب هذا الموظف او تلك الموظفة لاسابيع او بحجة قطع الطريق واتهام من يطالبهما بالالتزام  بشتى التهم… وهل يعقل ان تصمت وزارة الداخلية وامانة بغداد والدوائر البلدية للتجاوز على الشارع العام وقطع المرور على الطريق السريع لان اصحاب المواكب يروق لهم اثارة الانتباه وقطع الطريق غير مبالين بتاخير الناس وعرقلة حركة المرور وتعريض حتى حياة الزوار للخطر كون السرادق نصبت وسط الشارع على رغم من وجود فضاءات قريبة ومجاورة والمثال الطريق السريع من معسكر الرشيد الى الدورة فيصل امتدادات ارتال السيارات لعدة كيلو مترات في مشهد للزحام والفوضى لا مثيل له والسلطات تذعن ولا تردع او تنصح وتنظم المواكب في ساحات.

عامة معلومة بمسافات متباعدة.. وهنالك من الممارسات والمشاهد المؤلمة في تخريب الاماكن والحدائق العامة ورمي الاف الاطنان من المخلفات والفضلات….ومن الغرائب الاخرى عزوف الطلبة عن الدوام الرسمي في الجامعات لاسابيع تعرقل تطبيق المناهج الدراسية وارباك العملية الدراسية بالكامل والجدل في هذا الموضوع ينشط اصحاب الاجندات في التحريض وتصفية الحسابات وعرقلة جهود ترسيخ النظام والانتظام بالدوام.. للاسف السلطات تستثمر هذه الشعائر وتمد في عمرها لاسباب سياسية وللتغطية على الفساد وتحويل الاتجاهات الى محاربة يزيد وحرملة والمهادنة مع رموز الفساد الحاليين والسكوت عن قتلة المتظاهرين الابرياء ومهادنة اللصوص الذين اختلسوا المليارات ويحاولون ان يبيظوا وجوههم بالتظاهر بالتقوى واقامة الشعائر وكأن الحسين (ع) يسامح اللصوص بمجرد اقامتهم لولائم التمن والقيمة ونصب السرادق في الاماكن العامة واستاحار الرواديد للدعوة لهم بالمغفرة ونيل مرادهم باعلى المناصب….

ايها الناس الحسين دروس في التضحية وعنوان للتقوى واداء الواحب ورفض للمهانة والذلة وهو مع جوهر التقوى وضد البدع ومظاهر ايذاء الذات وتجاهل حقوق الاخرين علينا ان نعلم الناس كيف يمارسون الشعائر باصولها وان تكون وسائل الاعلام مرشدا وليس مروجا للبدع وللافكار المتطرفة.

وخير الناس من جاهر بالحقيقة وترك اسلوب الهمس والتلميح او اللعب على الطرفين وسنقول للجميع هيهات منا الذلة. وان سيد الشهداء يوصي محبيه باستثمار كل دقيقة في الاعمار والاصلاح ومتابعة الدروس العلمية وتحويل الجامعات لمراكز للتنوير تقود المحتمع ولا تنقاد لاجندات الجهل ولا يصح الا الصحيح.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group