الإصطياد في التوقيت الأمريكي حصرا

فاتح عبد السلام

28/10/2019

الشكر الذي وجهه الرئيس الامريكي ترامب لدول وتنظيمات عدة ساعدت القوات الامريكية في عملية قتل زعيم تنظيم داعش على الحدود السورية التركية، وما صدر بعد ذلك من تأكيدات من بغداد وانقرة والتنظيم الكردي السوري حول التعاون، كل ذلك يوحي أنّ الجميع كانوا على دراية، بعد انكشاف اوراق التنظيم اثر هزائمه المريرة في العراق وسوريا، بمكان اختباء زعيم التنظيم، لكن ذلك يؤكد في الوقت ذاته أنّا صطياده من حصة واشنطن وحدها وفي التوقيت الذي تراهم ناسباً لها.

لا يوجد عمل عسكري فعلي أو تصعيدي وتلويحي من دون استثمار سياسي، والالعاب السياسية من اختصاص الدول المؤثرة، أمّا الدول الغارقة وسط اللعبة مثل العراق وسوريا، فليس أمامهما سوى تلقي ردود الافعال أو المشاركة التزينية فيها.

الاعداد الكبيرة المحتجزة من عناصر داعش لدى تنظيم الكرد الحليف لواشنطن في سوريا، أهم على المدى القريب والمتوسط من ابي بكر البغدادي الذي انتهت رمزيته عندما تمزق التنظيم وزال وهمه.

هذا الحشد الكبير المحتجز مشكلة كبيرة، ربما تعجز دولة بعينها على حلها، لاسيما بعدأن سمعنا تلويحات واشارات كثيرة بأنّ من الامور المرجحة هروبهم في حال شنّت تركيا هجوما أكبر من الذي قامت به قبل أيام في شرق الفرات.

لم يعد هناك خبر مفرح بوصفه انتصاراً ذلك انهأيّ طرف يعتقد انّه انتصر في موقف ما يلبثأن يعاني من مشكلة اكبر تنسيهم طعم الانتصار إن وجد أصلاً.

اللعبة السياسية والاستخبارية والنفوذية لا تزال تحرّكها خيوط من بعيد، وهي ليست في متناول أبناء هذه المنطقة الغارقة بمشاكل أكبر ممّا نظن.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group