المعادلات المنقوصة والشاذة في العراق

فاتح عبد السلام

13/11/2019

لو كان العراقيون يعيشون فعلاً كمواطنين في أحد أغنى بلدان العالم بالنفط، لما قامأحد منهم بالانتفاض وتعريض حياته للرصاص. أحياناً تنفع العودة الى الاسباب لمعرفة هل توجد طريقة للانعتاق من هذا التردي والظلم والتخلف.

في الحكومات السابقة لما بعد مجلس الحكم الذي عينه الحاكم الامريكي بولبريمر، كان الجهد الاحزابي والسياسي والديني يستنفر قواه، وتحت سيل من شعارات تحريض وكراهية وانتقام وحق يراد باطل، من اجل تحشيد متظاهرين يهتفون بعد قبض معظمهم مبالغ مالية، بحسب قول محدثي، وكان مسؤولاً في حلقة حكومية بعد مجلس الحكم المضحك.

كانت لعبة سياسية مفتعلة تلصيقية مهترئة، تجري أمام أنظار الامريكان وهم يحتلون البلاد من دون أن يكترثوا بما يجري، لأنّ هدفهم هو هذا السلام والوئام بين الطبقة السياسية التي وصلت معهم الى قلب بغداد، وحاكمهم المدني المتربع على عرشها.

كل شيء كان يجري من اجل مفهوم ضيق للحكم ليس له شروط العيش إلا في أثواب الغير، لم تكن هناك اية دوافع عند السياسيين لقيام حكم عراقي وطني متكامل يزيح عن كاهل العراقيين فترة الحصار والحروب الماضية.

الآن هذا جيل جديد، دخل حروباً طاحنة، عبر التطوع بالفتوى في الحشد، وقاتل في العراق وسوريا واليمن، وربما كان بالامكان ارساله الى دولال خليج للقتال ايضاً عند الضرورة، ليس هناك ما يمنع، فالقرار ليس عراقياً، والدولة العراقية متورطة بحروب خارجية من دون ان تدري، وإذا كانت تدري فالمصيبة أعظم.

الان هذا الجيل وجد نفسه أمام شعارات مزيفة وسياسيين فاسدين وعالم يتغير ويتطور حول بلده، في حين لايزال هو يبحث عن شربة ماء نظيف.

هذه المعادلات المنقوصة لا تستقيم معهاالاوضاع ، لذلك يمكن توقعانهيارات هائلة لمنر منها شيئاًحتى الآن .

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group