ماذا يحتاج العراق ليحصّن نفسه من أن يكون أرضاً للصراعات الدولية؟ سؤال يقول عنه كثير من المحللين انه يجيء متأخراً، بعد ان اصبح العراق جزءاً من محور اقليمي له مشاكل جوهرية مع الولايات المتحدة، التي اقامت بنفسها النظام السياسي الجديد في العراق في العام ٣٠٠٢.
معادلات منقوصة ومتناقضة بات من الصعب ترقيعها للخروج بنتائج تدل الى الاستقرار والأمن في البلد الذي عانى ويلات الحروب عقوداً من الزمان. لأنّ هذا السؤال لا يجيب عنه سوى حكام العراق مهما كانوا وفي اي زمن جاءوا، يكون من الانسب النظر الى احتمالات ايران في خوض صراع حربي جديد في المنطقة.
التصريح الايراني حول الاحتفاظ بحق الرد على امريكا في الوقت والمكان المناسبين، مؤشر على التناغم مع التصريح الامريكي بعد الضربة قرب مطار بغداد ومقتل المسؤول الايراني في انّ واشنطن تؤكد التزامها بخفض التصعيد.
ايران يمكن أن تتصرف بخيارات كثيرة، لكنها تستبعد أي خيار من الممكن أن يعود عليها بضربات امريكية انتقامية داخل أراضيها وضد مصالحها ومنشآتها وطاقاتها النفطية والصناعية والكهربائية والعسكرية فضلاً عن النووية.
لم يذهب الطرفان الامريكي والايراني، كما يستعجل بعضهم في الفهم، الى حافة الهاوية التي لارجعة منها، ذلك انّ المشروع الايراني لايتغير في المنطقة، حتى لو اهتز بفعل قوة الضربة، فالمشروع لايعتمد على شخص مهما بلغت اهميته، ولكن يعتمد على مرتكزاته العقائدية التي يتحرك عليها. كما انّ الضربة الامريكية لم تأت لسواد عيون العراقيين في بغداد والجنوب الذين هتفوا ايران بره بره.
الاوهام المتضخمة باتت تشتغل بسرعة في عقول المجموع البشري التي تتحرك فوق المساحة المحصورة بين رحى المطحنتين الايرانية والامريكية.