تكرار نظرية تجرّع السم

فاتح عبد السلام

12/01/2020

مصادر كثيرة، دبلوماسية عربية ودولية، أتاحت لنا الاطلاع على اجواء من الرسائل السرية التي تبادلتها طهران مع الإدارة الأمريكية عبر الوسطاء.

وبغض النظر عن الكمية الهائلة من ( نظرية المؤامرة) التي تدفّقت في سياق النظر إلى ما حدث في ضربة مطار بغداد وما لحقها من ضربات صاروخية قسم منها برؤوس فارغة لقاعدتين في العراق، فإنّ القراءة تحتمل التأويل أيضاً، وإنّ الأحداث كانت ورقة استثمارية سياسية دولية ثمينة بيد طهران، قبل أن تنغّص عليها عملية إسقاط الطائرة المدنية الاوكرانية في فاجعة عظيمة، التي ربّما أصبحت ورقة استثمارية مضادة في وقت قصير غير متوقع، بعد شبه الإجماع الدولي على إنّ صاروخاً إيرانياً تسبب في إسقاط الطائرة، مذيلاً بجملة توحي بعمق المسار التفاوضي تقول، ربّما انطلق الصاروخ بالخطأ، وهي عبارة وردت في كلام مسؤولين أمريكان وكنديين وسواهم.

الأجواء تتجه نحو نوع من التهدئة التي لها ثمن واحد، هو العودة إلى مسار تفاوضي ترضى عنه الولايات المتحدة، ويمكن أن تتعاطى معه إيران تحت سقف الضمانات الأوروبية ولو كانت خجولة.

هناك عقوبات امريكية جديدة على قطاع الحديد والصلب الاستراتيجي وثلاث شخصيات عسكرية، لكن ذلك في سياق معتاد، قد يتعاظم ويتضاعف في غضون ستة شهور أو يميل الوضع الى انبلاج مسار جديد، حتى لو جاء من خلال نظرية "تجرّع السم" الايرانية المعروفة.

يمكن وصف الوضع الحالي بأنه يقبل الاحتمالات الايجابية كما السلبية بنفس المقدار، لكن اذا تدهور المسار باتجاه تصعيد  يلحق أذى بأية نسبة بالمصالح الامريكية فإنّ الخيارات المؤجلة للرئيس ترامب ستكون على الطاولة وقريبة من غرفة العمليات في البنتاغون، وتلك وسيلة ناجعة لترامب في سبيل ولايته الثانية، وليس العكس، لاسيما اذا وجد توحداً في الموقف لدى الامة الامريكية بوصفها تتعرض لخطر أو في مرمى اهداف العدو.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group