شاع مصطلح المليونية بسرعة كبيرة في الشارع العربي، لاسيما العراقي، وأصبح بيد بعض الأحزاب والتيارات والجهات سلاحاً لا يقهر يلوح به ضد الحكومات أو الخصوم السياسيين على حد سواء .
المليونية الأكثر شهرة بين سواها من المليونيات هي التي يقصد بها خروج مليون متظاهر إلى الشارع في احتجاج يفرض الأمر الواقع. وانتشر التلويح بالمليونيات كثيراً في العراق.
غير ان هناك مليونية مستمرة من التظاهرات التي شبعت دماً مراقاً منها منذ الأول من تشرين الأول الماضي، ولا تزال مستمرة، وهناك مليونية يجري التعبئة الشعبية لها خارج أهداف تلك المليونية العفوية المتوزعة بين بغداد ومحافظات الجنوب.
القاسم المشترك لكل مايجري هو انّ البلاد تبحث عن هويتها الضائعة وسط ما أصابها من رهن القرار الوطني للخارج وتلاعب جهات بمصير وطن صار في نظر بعضهم نوعا من الأمتعة التي تباع وتشترى ويقضى بها الواجب.
هناك مليونيّات يجري تجاهلها منذ سنوات عن عمد وسط هذه الافتعالات المخيبة للآمال في الوطن الجريح .
مليونية النازحين التي لا تجد حلاً .
مليونية التلاميذ الذين يفترشون الأرض في أماكن من الكفر أن تسمى مدارس يتربى فيها الجيل الجديد .
مليونية المهاجرين خارج البلاد لأسباب شتى لكنها من صنع الطبقة السياسية ومن نتائج افعالهم .
مليونية الأرامل والأيتام .
مليونية الرازحين تحت خط الفقر.
مليونية العاطلين عن العمل .
مليونية براميل النفط التي تهرّب من موانيء غير قانونية لحساب عصابات تتستر بعناوين رسمية أو عمامات دينية .
مليونية العمولات والصفقات التي ذهبت الى جيوب الفاسدين الذين لايزالون يتحكّمون في بعض مفاصل المصير بالبلد التعيس .
مليونية الأمية حيث الجهل ينتشر والتسرب من المدارس العلامة الأوضح في بلد كان الخالي الأول من الأمية في العالم الثالث قبل ثلاثين عاماً .
هل بقي معنى لمليونية يجري التلويح بها اليوم؟