في الاسبوع الاخير من شهر تموز المنصرم، تناولت في هذه الزاوية، موضوعا حول الوعود التي يطلقها بعض المسؤولين، ورؤساء النقابات ومنظمات المجتمع المدني، دون ان تنفذ، وآثار ذلك على المجتمع، حيث تؤدي الى بلبلة الأفكار وتضليل الرأي العام، والفتنة، واتخذتُ من وعد لنقابة الاطباء العراقية، نموذجا، بعد ان وعدت في قرار صفقنا له كثيرا، نص على إلزام الأطباء في العيادات الخاصة كتابة الوصفة الطبية طباعة الكترونيا واعتماد آلات طابعة في العيادات اعتبارا من الأول من آذار 1/3/ 2019 وطالب الصيدليات كافة بعدم صرف اي وصفة طبية غير مطبوعة وغلق عيادة الطبيب الممتنع عن طباعة الوصفة بعد التاريخ المحدد للقضاء على التشفير بالوصفات وتسهيل عمل صرف الدواء.. لكن هذا الوعد، لم ينفذ إلا في جزئية صغيرة جدا، لأيام، وسرعان ما اضمحل بمرور الوقت.. وعادت حليمة الى عادتها القديمة.. ولم نسمع ان هذه النقابة العريقة، اتخذت اجراءات معينة إزاء المخالفين الذين يزيد عددهم على 90 بالمئة ممن يعنيهم الامر، لاسيما ان الشائعات تؤكد ان بعض الأطباء بات يصف ادوية للمرضى اكثر من المطلوب أحيانا، او يفرض عليهم شراء ادوية تنتجها شركات معينة متفق عليها مع هذا الصيدلي او ذاك نظير عمولات وخدمات مادية للطبيب المعالج ، واعتماد الخط غير الواضح في كتابة الوصفات..
لقد غاب عن اذهان البعض، ان العلاقة الوطيدة بين الوعود في تصريح اعلامي والحرب النفسية، هـي علاقـة الجـزء بالكل، فوعد المسؤول بمثابة الجزء والحرب النفسية بمثابة الكل، وقد اتفق علماء الاجتمـاع والمختصون والباحثون والاعلاميون على أن الوعود التي لم تتحقق تعـد أحـد أساليب الانتكاسات المجتمعية مثلها في ذلك مثل الدعاية وغسل الدماغ أو افتعـال الفـتن والأزمات وغير ذلك من الأساليب الكثيرة.
ان وسائل الإعلام وهي تنشر او تشير الى مثل هذه الوعود، تعتبر من المصادر الأساسية للمعلومة، والتي يبني عليها الفرد مواقفه، وتقوم عليها اتجاهاته حيال ما يقرأ او يشاهد، سواء بالقبول أو الرفض، ولها الدور الاساس والملموس في تشكيل موقف الجمهور المتلقي.. فعلينا الانتباه للوعد الذي نطلقه، كون الوعد الكاذب، ينتج عنه ازمة ثقة بين المواطن وبين ينطقها، وشخصيا انا حزين على مسؤول يطلق وعدا، لا يتحقق، وحزين على مواطن يسمع بوعود هي هواء في شبك.. فـألى نقابة الاطباء العزيزة، ذات الارث المجتمعي العريق اقول: من وعد مرة ولم يف، لا يصدق ابدا حتى لو صدق!
(نسخة منه الى نقابة الصيادلة.. لذات الغرض، فالأمر مشترك بين نقابتكم ونقابة الاطباء).
[email protected]