ثمن القصف المؤجل

فاتح عبد السلام

28/01/2020

ربّما تكون الضربات الصاروخية المقبلة ضد السفارة الأمريكية في بغداد أشد قوة وأكثر دقة، فما الذي يمنع هذا الاحتمال في عدم تكرار الهجوم الذي أصاب المطعم في السفارة؟ وما الذي يمنع أن تكون الصواريخ المقبلة من نوع آخر في القوة والتأثير، مادام السلاح متاحاً في التنقل من مكان إلى آخر في العراق تحت عناوين مختلفة وملتبسة.

ماهي الخيارات المتاحة للحكومة العراقية بعد أن طلبت واشنطن منها رسمياً حماية مقارها الدبلوماسية؟ في وقت نسمع وزير الخارجية بومبيو يتحدث بلغة فيها لهجة جديدة حين ذكر انّ أكثر من أربعة عشر هجوماً على منشآت وأهداف أمريكية منذ سبتمبر الماضي.

الإدانة والصوت الخفيض وعدم الرضا من قصف متكرر لبعثة أجنبية، بغض النظر عن جنسيتها، يدل على انّ الخيارات محدودة لمنع عدم القصف مجدداً، بالرغم من انّ هناك امكانات استخبارية داخل بغداد لتشخيص الجهات التي تتبنى إطلاق الصواريخ، وربما بالاسماء أيضاً.

غير انّ هناك شللاً في المعالجات لاسيما بعد ضربة مطار بغداد التي أجّجت الموقف، كما فتح القصف الايراني على قاعدة عين الأسد الباب لأنواع أخرى من القصف ذات الطبيعة (المحلية) المصطنعة.

تكرار القصف على السفارة الأمريكية قد يقود إلى تصعيد من جانب واشنطن يعود بالسوء المباشر على العراق، وليس إيران بأي حال من الأحوال. ذلك انّ الصواريخ عمياء ونتائجها غير محسوبة، لاسيما انّ الرئيس ترامب قد أجاز ضمنياً من خلال عملية قتل الجنرال الإيراني سليماني ازالة أية أهداف تمثل تهديدات مشابهة للمصالح الأمريكية في العراق.

هناك ثمن مؤجل لكنه واجب الدفع، والعراق وحده سيدفعه.

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group