البرلمان وكتاب الديمقراطية للمبتدئين

علي حسين

11/03/2020

"نحن نعيش في ظل مجموعة من السياسيين فقيري الخيال" هكذا قال زميلي في العمل وهو يقرأ تصريح نائب رئيس البرلمان حسن الكعبي ، وهو يدافع عن إجراءات الحكومة ضد التظاهرين، ويتهم المتظاهرين بأنهم مندسين وتسببوا بمقتل الأبرياء جراء استخدام العنف – يقصد عنف المتظاهرين وليس القوات الأمنية - و"أعمال قطع الطرق ومنع الأساتذة والطلبة والموظفين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم ودوائرهم لأداء مهامهم وما سببه ذلك من تعطيل للدوام لأكثر من ثلاثة أشهر".

وكنا جميعا قد عشنا من قبل حلقات مثيرة من مسلسل كوميدي كان أبطاله يشتمون أي متظاهر يخرج إلى ساحة التحرير ويلصقون به تهمة الخيانة.

وأنا أقرأ رد السيد نائب رئيس البرلمان تمنيت عليه لو أنه بادر وأصدر لنا كتيبا برلمانيا يكتب على غلافه: "دليل الديمقراطية للمبتدئين".. طبعا على أن يحتوي الكتيب على وصايا تؤكد لنا أن لاشيء تغير.. فما زال المسؤول يعتقد أن الدولة ملك له وأن الشعب رعايا عليهم تنفيذ الأوامر.. وحتما لن ينسى السيد الكعبي تعليمنا أن أول أصول الحكم الديمقراطي الجديد هو أن يتحول البرلمان لمدافع شرس عن الحكومة وإجراءاتها القمعية ضد الشعب، فهو برلمان أُنشئ من أجل عيون الحكومة وليست مهمته الدفاع عن الناخبين، فالهدف، ترويض الشعب وتخويفه بديلا عن تحقيق الأمن، والاستقرار والرفاهية الاجتماعية.

في كل يوم يواجهنا البرلمان بخطاب جديد لا يمثل العراقيين، وإنما يمثل إرادة الكتل السياسية، في الوقت الذي يطالب فيه أعضاء البرلمان بأن يدعم الشعب نوابه الذين لا ينامون قبل الاطمئنان على أحوال الشعب! أتمنى أن لا يفقد البرلمان ظرفاءه، فيكفيه أنه يفتقد هذه الأيام عباس البياتي، والذي حاول كثيرون، عبثاً، تقليده. وكان آخرهم مثنى السامرائي عندما ألقى على مسامعنا خطبة عصماء عن النزاهة ومحاربة الفساد. هذه هي القضايا الكبرى التي تنشغل بها مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام، وهي، والحمد لله كثيرة، أبرزها ظرفاً عندما قام السيد حسن الكعبي ذات يوم بـ"كوامة عشائرية" ضد مواطن كتب منتقداً أداءه في البرلمان، وأتمنى طبعاً على السيد نائب رئيس البرلمان أن لا يشملني بقانون "الكوامة العشائرية" فأنا كاتب "على باب الله"، أحاول أن أجد موضوعاً أسدّ به فراغ هذه الزاوية اليومية.. صحيح أنني أمثل مجموعة من "المساكين"، أطلق عليهم سهواً اسم "العراقيين"، يسعون، وأنا منهم بالتأكيد إلى التشويش على العملية الديمقراطية من خلال مطالب أصبحت من المستحيلات، مثل الكهرباء والخدمات والتأمين الصحي، وينفذون أجندات خارجية تمولها الإمبريالية العالمية، هدفها منع نهب المال العام.

هل من المعقول أن ينشغل النائب الأول لرئيس البرلمان بالدفاع عن بنادق الصجم التي تقتل الابرياء.

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group