لا توجد تفاصيل عن المقترح الامريكي الذي عرضه سفير واشنطن في بغداد امس لقيام حوار استراتيجي جديد مع العراق ، سوى الترحيب المقتضب الصادر عبر بيان لرئيس الحكومة المستقيل . وترتبط واشنطن مع بغداد في علاقاتها التي تتعرض لموجة من الغضب قوى موالية لايران في البلاد، باتفاق الاطار الاستراتيجي التي جرى توقيعها مع الانسحاب العسكري الامريكي قبل ما يقرب من عقد من الزمان. علامتان في طريق هذا المقترح الامريكي وذلك الترحيب العراقي ، العلامة الاولى هي انّ اتجاهات ارساء علاقات مستقرة في وسط مضطرب بسبب الازمة الايرانية الامريكية المستمرة هو تحول نوعي، لابد أن ينعكس على خطوات مستقبلية في اية قرارات كبرى لواشنطن في المنطقة . والعلامة الثانية، هي اقرار من الجانبين على الاتفاقية الاطارية السابقة لم تعد ذات مفعول يلبي المطالب ، ولم تعد الاتفاقية آمنة من الطعون التي قد تنسفها نسفاً بسبب تيارات سياسية أقوى من الواجهات الرسمية لبغداد، كما انّ التفكير الامريكي هنا يتجه الى استيعاب متطلبات بغداد لكي تكون هناك أسس راسخة في المستقبل بشأن العلاقات لاتهزّها اضطرابات سياسية في الشارع تبعاً لأصداء داخلية أو اقليمية . في كل الاحوال ، هناك نزوع لفتح صفحة جديدة يتوافر على نوع من القرارات السريعة، تحتاج الى مفاوضين عراقيين غير خاضعين لتأثيرات ايران أو الولايات المتحدة ، ومن الافضل ان يطلب المفاوض العراقي بعد اقرار اسس الحوار الاستراتيجي مع الجانب الامريكي عرضه للاستفتاء الشعبي ليكون ضمانة ضد هزات مفاجئة في أي وقت ، وما أكثرها . العراق في وضع لايحتمل أية قرارات تفرضها دولة كبيرة أو صغيرة . وفي الوقت ذاته ، لايمكن خوض النقاش الجدي والمجدي ، من دون أن يكون للبلد أفق سياسي منفتح داخلياً ، ذلك ان التاريخ العراقي يثبت أنّ أية ضمانات خارجية لن تكون أقوى من ضمانات الشعب حين يدافع عن خياراته .