لماذا الحوار الجديد مع واشنطن.. وكيف؟

فاتح عبد السلام

06/04/2020

لا‭ ‬توجد‭ ‬تفاصيل‭ ‬عن‭ ‬المقترح‭ ‬الامريكي‭ ‬الذي‭ ‬عرضه‭ ‬سفير‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬امس‭ ‬لقيام‭ ‬حوار‭ ‬استراتيجي‭ ‬جديد‭ ‬مع‭ ‬العراق‭ ‬،‭ ‬سوى‭ ‬الترحيب‭  ‬المقتضب‭ ‬الصادر‭ ‬عبر‭ ‬بيان‭ ‬لرئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬المستقيل‭ . ‬وترتبط‭ ‬واشنطن‭ ‬مع‭ ‬بغداد‭ ‬في‭ ‬علاقاتها‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لموجة‭ ‬من‭ ‬الغضب‭ ‬قوى‭ ‬موالية‭ ‬لايران‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬باتفاق‭ ‬الاطار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬التي‭ ‬جرى‭ ‬توقيعها‭ ‬مع‭ ‬الانسحاب‭ ‬العسكري‭ ‬الامريكي‭ ‬قبل‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمان‭.
‭ ‬علامتان‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬الامريكي‭ ‬وذلك‭ ‬الترحيب‭ ‬العراقي‭ ‬،‭ ‬العلامة‭ ‬الاولى‭  ‬هي‭ ‬انّ‭ ‬اتجاهات‭ ‬ارساء‭ ‬علاقات‭ ‬مستقرة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬مضطرب‭ ‬بسبب‭ ‬الازمة‭ ‬الايرانية‭ ‬الامريكية
‭ ‬المستمرة‭ ‬هو‭ ‬تحول‭ ‬نوعي،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬خطوات‭ ‬مستقبلية‭ ‬في‭ ‬اية‭ ‬قرارات‭ ‬كبرى‭ ‬لواشنطن‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ .‬
والعلامة‭ ‬الثانية،‭ ‬هي‭ ‬اقرار‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬على‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الاطارية‭ ‬السابقة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬ذات‭ ‬مفعول‭ ‬يلبي‭ ‬المطالب‭ ‬،‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬الاتفاقية‭ ‬آمنة‭ ‬من‭ ‬الطعون‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تنسفها‭ ‬نسفاً‭ ‬بسبب‭ ‬تيارات‭ ‬سياسية‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬الواجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬لبغداد،‭ ‬كما‭ ‬انّ‭ ‬التفكير‭ ‬الامريكي‭ ‬هنا‭ ‬يتجه‭ ‬الى‭ ‬استيعاب‭ ‬متطلبات‭ ‬بغداد‭ ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬أسس‭  ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬بشأن‭ ‬العلاقات‭ ‬لاتهزّها‭ ‬اضطرابات‭ ‬سياسية‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬تبعاً‭ ‬لأصداء‭ ‬داخلية‭ ‬أو‭ ‬اقليمية‭ .‬
‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الاحوال‭ ‬،‭ ‬هناك‭ ‬نزوع‭ ‬لفتح‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬يتوافر‭ ‬على‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬السريعة،‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬مفاوضين‭ ‬عراقيين‭ ‬غير‭ ‬خاضعين‭ ‬لتأثيرات‭ ‬ايران‭ ‬أو‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬الافضل‭ ‬ان‭ ‬يطلب‭ ‬المفاوض‭ ‬العراقي‭ ‬بعد‭ ‬اقرار‭ ‬اسس‭ ‬الحوار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬مع‭ ‬الجانب‭ ‬الامريكي‭ ‬عرضه‭ ‬للاستفتاء‭ ‬الشعبي‭ ‬ليكون‭ ‬ضمانة‭ ‬ضد‭ ‬هزات‭ ‬مفاجئة‭  ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬،‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭ .‬
العراق‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬لايحتمل‭ ‬أية‭ ‬قرارات‭ ‬تفرضها‭ ‬دولة‭ ‬كبيرة‭ ‬أو‭ ‬صغيرة‭ . ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬،‭ ‬لايمكن‭ ‬خوض‭ ‬النقاش‭ ‬الجدي‭ ‬والمجدي‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للبلد‭ ‬أفق‭ ‬سياسي‭ ‬منفتح‭ ‬داخلياً‭ ‬،‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬التاريخ‭ ‬العراقي‭ ‬يثبت‭ ‬أنّ‭ ‬أية‭ ‬ضمانات‭ ‬خارجية‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬ضمانات‭ ‬الشعب‭ ‬حين‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬خياراته‭ .‬

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group