التعليم عن بُعد ، وعبر شبكة الانترنت هو إحدى ثمرات التجربة الصعبة في أزمة فيروس كورونا . وقد وجدتها الدول العربية جديدة بشكل كامل على النظام التعليمي المتداول. في حين انها في الدول الاوروبية والولايات المتحدة موجودة ومصاحبة للتعليم العادي بنسب متفاوتة، وبلا شك على نحو أقل ممّا تجري ممارسته الان . اليوم بات استحقاق التعامل مع التقنيات الحديثة أمراً واجباً من خلال أجهزة الكومبيوتر وتفرعاتها وعبر حسابات البريد الالكتروني، إذ يجب أن يكون لكل تلميذ حساب الكتروني مرتبط باسم مدرسته أو جامعته يتلقى من خلاله الواجبات والتعليمات والمحاضرات . فضلا عن امكانية التوسع في مجال التعليم العالي وترسيخ المعطيات بمناقشة رسائل جامعية للدكتوراه والماجستير عبر الاثير ليس في هذا الزمن وانما بعده ايضا عبر ما يسمى الممتحن او المناقش الخارجي . بعد انتهاء هذه الازمة ، سيكون التعليم في جميع مراحله الدراسية امام أفق جديد لابد من التعامل مع ما افرزته التجربة من ايجابيات وسلبيات . وازاء ذلك سنحتاج الى عقد مؤتمرات عامة لمناقشة الظاهرة التعليمية الجديدة ونبحث في نواقصها لاسيما في مجال الامتحانات مثلا وقضية الاشراف التربوي وسواها . إنّ النقلة نوعية فعلاً، إذ يعتمد التعليم في بلداننا منذ عقود طويلة على الملخصات ومستلّات الكتب والتقارير المختصرة التي تحفظ غالباً من دون أن تتوافر على روح البحث التي هي أساس التقدم العلمي وتطوير المناهج الدراسية والارتقاء بها . لكن بالمقابل ، يجب أن تبحث الحكومات توفير المستلزمات المجانية والمخفضة جدا للطلبة لكي يستطيعوا الافادة من استخدام الاجهزة الالكترونية الحديثة ، وكذلك سعر تزويد خدمة الانترنت للبيوت التي فيها تلاميذ . لابد من قيام دراسات دقيقة لتحديد الحاجة الفعلية للمستلزمات مع ضرورة تغيير برامج واسس الاشراف التربوي والتعليمي بما يتفق مع التطور ثمّ إلزام جميع المراحل الدراسية بتوافر نسبة بحثية لاتقل عن خمسين بالمائة من أية مادة دراسية. وهناك ملاحظات ومقترحات كثيرة يمكن أن تضاف لاغناء التجربة الجديدة لكي لا تذهب هباءً .