الجهاد الكفائي الحكومي

فاتح عبد السلام

28/06/2020

لا‭ ‬مبرر‭ ‬لعدم‭ ‬التصدي‭ ‬لأية‭ ‬قوة‭ ‬تخرق‭ ‬القانون‭ ‬العراقي‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬ذلك‭ ‬لو‭ ‬حصل‭ ‬فعلا‭ ‬فهو‭ ‬حنث‭ ‬باليمين‭ ‬الدستورية‭ ‬وما‭ ‬يتصل‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬الوفاء‭ ‬بالالتزامات‭ ‬الوطنية‭ ‬لصاحب‭ ‬القرار‭ . ‬كانت‭ ‬المعسكرات‭ ‬والمطارات‭ ‬العراقية‭ ‬تقصف‭ ‬في‭ ‬عهود‭ ‬الحكومات‭ ‬السابقة‭ ‬وقد‭ ‬دفنت‭ ‬رؤوسها‭ ‬بطين‭ ‬العار‭ ‬مهادنة‭ ‬الذين‭ ‬يلعبون‭ ‬بالأمن‭ ‬العراقي‭ .‬
قوات‭ ‬مكافحة‭ ‬الارهاب‭ ‬البطلة‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭ ‬موجودة‭ ‬منذ‭ ‬ايام‭ ‬الحكومات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬تتصرف‭ ‬أية‭ ‬حكومة‭ ‬على‭ ‬وفق‭ ‬مقتضيات‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية،‭ ‬كانت‭ ‬حكومات‭ ‬رخوة‭ ‬مخترقة‭ ‬مليئة‭ ‬بالتفاهة‭ ‬والأكاذيب‭ ‬والرعونة‭ ‬والعجز،‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬تنل‭ ‬احترام‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬العراقيين،‭ ‬باستثناء‭ ‬طفيليات‭ ‬الفساد‭ ‬والعمالة‭ ‬،‭ ‬ووجدوا‭ ‬فيها‭ ‬سبباً‭ ‬مباشراً‭ ‬لما‭ ‬وصل‭ ‬اليه‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬انهيارات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تفاديها‭. ‬وكذلك‭ ‬الدورات‭ ‬النيابية‭ ‬كانت‭ ‬تغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مناقشة‭ ‬مسألة‭ ‬تخص‭ ‬حفظ‭ ‬أمن‭ ‬المعسكرات‭ ‬والمطارات‭ ‬العراقية‭ ‬أو‭ ‬الهيئات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الاجنبية‭ .‬
الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الطريق‭ ‬الى‭ ‬تنفيذ‭ ‬الواجب‭ ‬الوطني‭ ‬واحقاق‭ ‬حق‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬السيادة‭ ‬الواحدة‭ ‬والجيش‭ ‬الواحد‭ ‬والقرار‭ ‬الواحد،‭ ‬وهي‭ ‬معرضة‭ ‬لضغوط‭ ‬تحاول‭ ‬طيّ‭ ‬أي‭ ‬ملف‭ ‬يتصل‭ ‬بمصالح‭ ‬عليا‭ ‬لأحزاب‭ ‬ومراكز‭ ‬نفوذ‭ ‬،‭ ‬كلّ‭ ‬وجودها‭ ‬يستند‭ ‬الى‭ ‬قاعدة‭ ‬الولاء‭ ‬للخارج‭ ‬وأنّ‭ ‬العراق‭ ‬مكان‭ ‬تنفيذ‭ ‬سياسات‭ ‬الآخرين‭. ‬واذا‭ ‬فشلت‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬،لاسمح‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬اتمام‭ ‬خطوات‭ ‬قطع‭ ‬اليد‭ ‬الخارجة‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬والتي‭ ‬تعبث‭ ‬بالأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬وتعّرض‭ ‬المصالح‭ ‬الخارجية‭ ‬للعراق‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬عصيب‭ ‬للخطر‭ ‬فإنّ‭ ‬الآتي‭ ‬سيكون‭ ‬أدهى‭ ‬وأمر‭ .‬
العراقيون‭ ‬يقفون‭ ‬مع‭ ‬القرار‭ ‬الوطني‭ ‬الشجاع‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬مكلفاً،‭ ‬ويدعمون‭ ‬حواراً‭ ‬على‭ ‬وفق‭ ‬مبدأ‭ ‬السيادة‭ ‬مع‭ ‬الامريكان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصالح‭ ‬بلد‭ ‬مدمّر‭ ‬منهار‭ ‬كانت‭ ‬الحكومات‭ ‬السابقة‭ ‬معاول‭ ‬هدم‭ ‬يومية‭ ‬ضده‭ ‬،‭ ‬ويريدون‭ ‬من‭ ‬الامريكان‭ ‬الذين‭ ‬احتلوا‭ ‬عن‭ ‬جهل‭ ‬البلد‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬وتركوا‭ ‬الحبل‭ ‬على‭ ‬الغارب‭ ‬لدول‭ ‬أخرى‭ ‬للعبث‭ ‬بالعراق‭ ‬أن‭ ‬يتصرفوا‭ ‬بحسن‭ ‬نيّة‭ ‬وجديّة‭ ‬لدعم‭ ‬بناء‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬وفتح‭ ‬باب‭ ‬العلاقات‭ ‬الصحيحة‭. ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يرفض‭ ‬العراقيون‭ ‬أيّ‭ ‬ملمح‭ ‬من‭ ‬ملامح‭ ‬الهيمنة‭ ‬الايرانية‭ ‬والاستهتار‭ ‬بالحقوق‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬الثروة‭ ‬والسيادة‭ ‬والأمن‭ ‬والعلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬وكذلك‭ ‬الخروقات‭ ‬التركية‭ ‬للسيادة‭ ‬العراقية‭.‬‭ ‬
أمام‭ ‬الحكومة،اذا‭ ‬ضاقت‭ ‬بها‭ ‬السُبل،‭ ‬خيار‭ ‬واحد،‭ ‬هو‭ ‬مكاشفة‭ ‬العراقيين‭ ‬بحجم‭ ‬الخرق‭ ‬الأمني‭ ‬لجماعات‭ ‬تسترت‭ ‬بعناوين‭ ‬دستورية‭ ‬ورسمية‭ ‬أو‭ ‬شبه‭ ‬رسمية‭ ‬أحياناً‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اعلان‭ ‬الجهاد‭ ‬الكفائي‭ ‬الحكومي‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬حفظ‭ ‬سيادة‭ ‬العراق‭ ‬وأمنه‭ .‬

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group