آخر مهمة مع الهاشمي

د. جاسم الحلفي

09/07/2020
آخر مهمة جمعتني مع شهيد الموقف الوطني، الصديق هشام الهاشمي، هي نشاط تضامني للتحري عن مصير الصديقين المغيبين مازن لطيف وتوفيق التميمي. اذ اتفقنا، الدكتور علي الرفيعي والدكتور علي المرهج والدكتور هشام الهاشمي والكتبي بلال ستار والكتبي عبد الحليم السامرائي وانا، على طرق باب أحد المؤسسات الأمنية. وشكلنا من اجل ذلك وفد للقاء السيد مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات العراقي، الذي لم يكن في وقتها من بين المرشحين الاوفر حضا لرئاسة الوزراء. حدد موعد اللقاء الساعة العاشرة من صباح يوم ١٤ آذار ٢٠٢٠، على أن نتجمع في بيتي، وكان العزيز هشام أول الواصلين وحال وصوله البيت، وهو المرحب به دوما، بدء النقاش حول الأوضاع الأمنية ومآل الانتفاضة ومرشحي رئاسة الوزراء. اللقاءات معه لي ولغيري، مفيدة وممتعه دوما، اذ يمتلك معرفة غزيرة بالأوضاع الأمنية، فهو الباحث الجاد الدؤوب في نشاطه، يحدث معلوماته باستمرار، يجدد تحليلاته، يطور من استنتاجاته.
تأخر موعد اللقاء الى الساعة الثانية بعد الظهر، بطلب من مكتب الكاظمي، ما وفر لنا وقتا كافيا للتداول بأوضاع البلد وأزمة بناء النظام السياسي في العراق ومعوقاته، ومنها انفلات السلاح وانتشاره، وعمليات الاغتيالات والخطف التي لم تتوقف.
هذه المواضيع تواصلت كمدار بحث في لقاءنا مع السيد مصطفى الكاظمي رئيس الجهاز، وركزنا على إختطاف الصديقين وأهمية دوره في الكشف عن مصيرهما، سيما وله سابق معرفة بهما، كذلك بحكم منصبه كرئيس جهاز المخابرات. من جانبه بين لنا إنها مسالة خطف وليس اعتقال، اذ لم تعتقلهما أي جهة رسمية، واقترح علينا لقاء رئيس الوزراء عادل عبد المهدي كي يساعد في الكشف عن مصيرهما يحكم موقعه كرئيس وزراء وتأثيره على كل قادة الفصائل. رفضنا الاقتراح، وبينا له عدم رغبتنا للقاء عبد المهدي الذي نحمله مسؤولة قتل المتظاهرين ومصير المخطوفين.
أكدنا رسالتنا التي لا تحتاج الى توضيح وهي ( أن الكشف عن مصير مازن لطيف وتوفيق التميمي يسهم في ترميم جزء من هيبة الدولة التي وهنت في اعين المواطنين، وأن عدم وضع حد لعمليات الخطف والاغتيال سيمكن القتلة من الايغال في غيهم ما يحولهم الى قوة بطش ستطال كل ناشط وصاحب رأي، وستتجاوز هذه العصابات الحدود وستفرض نفسها قوة مقابل الدولة).
سقطت حكومة عبد المهدي تحت ضغط الانتفاضة، والكاظمي اليوم هو رئيس الوزراء، وها هي الفرصة كي نعيد عليه فهمه لدور رئيس الوزراء، وموقعه الذي يفرض التأثير على قادة الفصائل، وقدرته للوصول الى الخاطفين ومعرفة القتلة، كما بين لناء ذلك في مجريات اللقاء سالف الذكر.
نجدد اليوم لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، مطلب الوفد الذي كان بينه هشام الهاشمي، الذي اغتيل وهو يقدم الدعم والمشورة والمساعدة لحكومة الكاظمي، في اكثر فترات حياته جرأة وأقدام في دفاعه عن الدولة ومؤسساتها الامنية، ونذكر الكاظمي باقتراحه لنا حينما كان رئيس جهاز المخابرات، بالإتصال برئيس الوزراء حيث هو المعني، بحكم منصبه في الكشف عن العابثين بأمن المواطنين، نحدث مطلبنا بالكشف سريعا عن قتلة الهاشمي، ومحاكمة المجرمين الذين اوغلوا قتلا بشبان الانتفاضة. اما كشفه عن مصير الصديقين مازن لطيف والتميمي وتحريهما من خاطفيهم، فهو بهذا يكون قد احيا هشام الهاشمي.
Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group