العرب رهائن بيد جيرانهم

فاتح عبد السلام

16/07/2020

كأنّ الدول الثلاثة  ايران وتركيا واثيوبيا، فضلاً عن اسرائيل ، التي لها قضايا خلافية مع العرب تدرك بشكل يقيني  انَّ العرب في أوهن مراحلهم التاريخية وانّها فرصة لفرض إرادات وتنفيذ سياسات لم يكن المجال متاحاً لها قبل عشرين سنة.

اليوم اثيوبيا في موقف قوي ماضية لملء سد النهضة على النيل من دون أن تصغي كثيرا للاعتراضات المصرية أو السودانية. ما الذي جعل اثيوبيا قوية سوى الضعف العربي عامة، والغفلة الطويلة التي غرقوا فيها على طريق انتاج أنظمة حكم جديدة لهم، في حين أنَّ بلدانهم كانت تزداد هشاشة من الخارج . ولعل اثيوبيا تستغل الانشغال المصري في امنها القومي ازاء الملف الليبي لتمضي في خطتها التي لم تحد عنها منذ أن باشرت في بناء السد العظيم قبل بضع سنوات.

وتركيا  كذلك ماضية الى برامجها الخارجية بما يتضمن من قضية خلافية كبيرة ومستمرة هي حزب العمال الكردستاني، ومن دون أن تلتفت لغضب في بغداد أو دمشق أو القاهرة ، ذلك أنّها تمسك بمفاتيح قوة اقتصادية وعسكرية وخارجية اكثر مما نجده بيد العرب لاسيما العراق وسوريا.

ايران قضية كبرى، تكاد تأخذ ثلث العرب رهينة بيدها في اطار صراعها مع الولايات المتحدة في ملفات البرنامج النووي والصواريخ والعقوبات. وماتريده تستطيع عبر أدوات عربية تنفيذه من دون أن تترك بصمات في الميدان إلا ما تحبّ هي أن تتركه، وهذا يعود لضعف العرب  في التخطيط الاستراتيجي وكَثرة الاقتتالات الداخلية بين دولهم الهشّة جميعاً أمام المارد الايراني الاقليمي.

ازاء ذلك ، لو رجعنا الى تحليل البنية الداخلية للدورل الاربعة نجدها تعاني من اختلالات وانواع التصدّعات، لكن ليس للعرب امكانية اللعب على هذالوتر من أجل مصالحهم، وتلك سمة أخرى من سمات ضعف العرب الراهن .

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group