لا يجوز أن نظلّ متفرجين كلما جاء للعراق رئيس حكومة جديد، يقوم بزيارة السعودية على امل أن يعود بالخير الوفير للبلاد، وتذهب زيارته سدى. في العام ٨١٠٢ كانت هناك اندفاعة في العلاقات العراقية السعودية لكنّها ظلت في حدود نظرية، والسبب كان، وربّما لايزال في ثقل التأثير السياسي الايراني بالعراق، واخفاق الحكومة العراقية في ذاك الوقت في الايفاء بوعودها في أنَّ المصالح العراقية ستكون مقدّمَة على التنافس الايراني السعودي في المنطقة . اليوم، يقترب موعد زيارة لرئيس الحكومة العراقية الى الرياض، ونسمع انَّ الحال تبدّل وانّ التوقيع على الاتفاقيات سيكون أمراً جديّاً في التنفيذ. لقد تأخرت العلاقات العراقية السعودية كثيراً، ولم تهتم الولايات المتحدة التي كانت تحتل العراق سنوات عدة في دعم هذا المفصل من علاقات العراق الخارجية. وقيل امس أنّ واشنطن تدعم الربط الكهربائي العراقي الخليجي المزمع اقامته في مشروع جديد. لكن لا أحد يتساءل لماذا لم تدعم واشنطن العراق في ملف الكهرباء وهي تراه يغرق سنوات في الظلام ؟ هل السبب هو سيطرة اتباع ايران على الحكم في بغداد كما يقال جزافاً؟ لا يمكن تصديق ذلك، لأن ترتيبات وضع ايران في العراق مرت من أمام الامريكان في خلال أكثر من سبع سنوات من احتلالهم البلد، وكان بامكانهم ان لا يسمحوا بالمعادلة تسير في هذا الاتجاه. العراق، يحتاج الى كشف دقيق لحاجاته الفعلية في التبادل التجاري والمصالح والاستثمارية مع ايران والسعودية بوضوح وان يعلن ذلك للطرفين من باب الاولوية العراقية في تحديد المصالح. والمسألة لا يمكن ان تكون حقل تجارب واجتهادات قد تصيب وقد تخيب في ملف معروف ومجرب أكثر من مرّة . العراق سيكون وحده قادراً على ضبط تلك العلاقات اذا توافرت له إرادة حكومية غير ذليلة لسفارة أو مليشيا .