التاريخ النووي يعيش حياة أخرى

فاتح عبد السلام

15/08/2020

في يوم ١٥ آب ١٩٤٥، حين استسلمت اليابان في الحرب العالمية الثانية تحت وقع دمار القنبلة النووية التي فتكت بهيروشيما وناكازاكي، لم يكن سوى الولايات المتحدة دولة نووية، وبعد اربع سنوات في ٢٩ آب ١٩٤٩ اصبح الاتحاد السوفييتي ثاني دولة تمتلك السلاح النووي. ودخل العالم في دهاليز الحرب الباردة فيما تلاحقه الصور المرعبة للضربات النووية وآثارها المدمرة.
اليوم تضاعف عدد الدول النووية عدة مرات والعدد قابل للزيادة في ظل مفاجآت كثيرة. وكان العالم سيفنى قبل ايام لتضارب اشارات بين ثلاث دول نووية في الاسبوع الماضي. هذا الدمار الذي ينتظر البشرية في اية ساعة ليس تمرينا للتخويف وضربة للردع وانما هو فناء للجنس البشري وقتل للحياة الزراعية ومصادر المياه ايضاً. والناجون من دمار النووي سيتمنون الموت وسوف يحسدون الفانين  بسبب ما قد يواجهونه في حياة أقل من البدائية.
لعل المظلة الغازية الهائلة التي نتجت عن انفجار مواد كيمياوية في مرفأ بيروت اعطت صورة واضحة وموحية لمعنى هذا العالم المسلّح بالنووي والاسلحة الاخرى الذي لا يزال بين الدول اليوم مجال لمناقشة درء الاخطار، ولا أحد يعلم كيف تكون الصورة عند وقوع انفجار نووي أو ما يشابهه نتيجة حرب مقصودة أو خطأ تقني أو استفزاز عرضي.
لا احد يفرح بكثرة التسليح وسط هذا العالم الذي لايزال يتعامل بحسب معادلة مواجهة التسليح بالتسليح، والاستعدادات انتقلت من الارض الى الفضاء، وافصحت فرنسا قبل اسابيع وهي تضيف اسم الفضاء الى وزارة الدفاع عن دوريات فضائية لتدمير الالواح العاكسة للاقمار والمركبات الفضائية التي تشكل خطراً على برامجها. وستقول امريكا او الصين او روسيا الشيء ذاته وكلها دول لها يد طولى في تسليح النووي والفضاء.  هناك مسافة يكون السلاح النووي غير مجد حتى لو حدثت حرب  تخللتها ضربة ما.
هل بقي معنى لسلاح مليشيات والتنظيمات سوى دور القفّازات، لدول لاتريد تلويث أيديها، وتفكيرها أبعد من المرئي في المشهد؟

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group