وعي وطني

د.علي شمخي

20/08/2020

الاعلان عن موعد الانتخابات المبكرة هو استحقاق دستوري فرضته ظروف العراق السياسية وتحديات امنية واقتصادية مختلفة واذا كان السيد مصطفى الكاظمي اخذ على عاتقه تنفيذ هذا الاستحقاق في خطاب الاستيزار فان واقع الامور والمنطق يقول بان مسؤولية اجراء هذه الانتخابات هي مسؤولية جماعية لاتقف عند حدود القرار السياسي ولا عند سلطة واحدة من السلطات الثلاث فكما هو معروف ان الانتخابات التشريعية في أي بلدهي عملية تكاملية تنطلق من الاستقرار الامني والسياسي وتمر بمراحل تنظيمية تقع على عاتق مفوضية الانتخابات او من يمثلها مسؤولية اجراء خطوات تنظيمها بالتعاون مع مؤسسات مختلفة وحين يتم الانتهاء من انجاز هذه الخطوات او تامين وجودها ياخذ القرار السياسي باجرائها ماخذ التنفيذ وتنتهي هذه المراحل بضمان السلطة السياسية لنزاهتها في مراحل الحملات الانتخابية والاقتراع والفرز والعد واعلان النتائج بمشاركة ومراقبة  قوى ومنظمات ونقابات محلية ودولية  وباشراف الامم المتحدة وهكذا فان مثل هذه العملية الطويلة والمعقدة تستلزم صبرا وحنكة وحكمة وشجاعة لدى جميع هذه الاطراف التي ذكرناها وتبقى مسؤولية رئيس السلطة التنفيذية في العراق مسؤولية مضاعفة بحكم الصلاحيات التي منحها الدستور لرئيس مجلس الوزراء في كل مايتعلق بامن واستقرار الدولة مثلما هناك صلاحيات اخرى نظمها هذا الدستور لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ومن هنا فانه من الخطا القول بان السيد الكاظمي مطالب وحده بانجاز هذا الاستحقاق الدستوري وفقا للشروط التي املتها القوى السيايسة التي رشحت او دعمت وصول الكاظمي الى دفة رئاسة الوزراء والصحيح ان الانتخابات المبكرة هي حق يريد العراقيون الوصول اليه بدعم ومساندة كل فئات المجتمع العراقي وان الظروف الصعبة والمعقدة والتحديات الامنية والسيايسة وتفاقم المخاطر الصحية لجائحة كورونا في العراق تتطلب وعيا وطنيا ورايا جمعيا وارادة موحدة لانجاز هذا الاستحقاق باقرب وقت وان استمرار الخلافات السياسية وتعمد بعض الجهات وضع عراقيل امام الاستعدادت لاجراء الانتخابات من اجل مصالح حزبية او فئوية ضيقة هو انتهاك خطير لما تم الاتفاق عليه بين السيد الكاظمي والقوى السياسية التي اناطت به قيادة البلاد في هذه المرحلة الخطيرة والصعبة وان محاولات الضغط التي يريد البعض فرضها على هذه الحكومة من اجل اعادة توجيه بوصلة الخطط والجهود لاجراء الانتخابات المبكرة وجهة اخرى تتسق مع مصالحه الخاصة ستصطدم برفض شعبي واسع فالشارع العراقي بعد انتفاضة تشرين وتداعياتها المستمرة اصبح على وعي كبير بهذه المحاولات وسيقف بوجه من يريد حرف مسارات التغيير في العراق انطلاقا من الشعور الوطني السائد اليوم بين طيف واسع من الجمهور يرفض الانخراط مجددا باجندات حزبية او مذهبية ويريد دعم انتفاضة تشرين التي تحلت بشعور وطني يراد له ان يشيع في العراق من شماله الى جنوبه . 

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group