سؤال للزعماء: مَنْ لا يريد استقرار العراق؟

فاتح عبد السلام

02/09/2020

تتوالى دعوات دعم استقرار وسيادة وأمن العراق من دول عدة
مع زيارة الرئيس الفرنسي وقبلها وبعدها. وكانت الدعوات ذاتها قد سمعها الوفد العراقي حين قابل الرئيس الامريكي في واشنطن .
وما أن يدخل زعيم دولة أو وزير خارجية زائر الى بغداد إلاّ ويردد هذا الشعار المحفوظ انهم مع استقرار العراق وأمنه، ليس هذا الكلام جديداً، وانّما يرجع الى أيام الاحتلال الامريكي وسيادة بول بريمر التي استغرقت خمس سنوات. حتى أنَّ العراقيين أنفسهم حائرون، إذا كان الجميع مع استقرار العراق وأمنه فلماذا يهتز هذا الاستقرار ويخترق الامن سنة بعد سنة؟ ومَن يقف وراء كل فوضى تحدث فيه أفقياً أو عمودياً ؟
الكلام العام يوحي بأنَّ الارهاب يقف وراء الزعزعة الأمنية التي يرفضها العالم، لكن الاوضاع مختلة قبل أن يظهر داعش كظاهرة دولية، وحتى مع صعود القاعدة ظل العراق هو المستهدف الاول بعملياتها وتمركزها وكأنّه تنظيم مصمم خصيصاً للعراق ومن ثم يتفرع نحو بعض البقاع القريبة أو البعيدة.
العالم تضرر من الارهاب بنسب متفاوتة لكن العراق شيء آخر، ومن بعده سوريا . لماذا لم يجد الارهاب جغرافيا أنسب له من هذين البلدين؟ ولماذا الارهاب يتدفق من دول الجوار ليستقر في العراق ويجد ضالته فيه بالرغم من تشابه انظمة الحكم كافة في الشرق الأوسط.
من حق العراقي أن يسأل أي رئيس يأتي الى بغداد ويتلفظ جملته المشهورة في دعم بلاده استقرار وأمن العراق أن يشرح لنا معنى الاستقرار ومعنى الأمن، بل معنى أية مفردة تتكرّر على أفواه الزعماء بشأن العراق منذ سنوات عدة، ولا أحد يجد لها معنى يمشي على الارض أو يعيش في نفوس الناس .
لم يعد العراقي مكترثاً بسماع أنّ العالم مع استقرار بلده، لكنّه بحاجة لأن يعرف من زوّاره الزعماء إنْ كان أحدُهم قد سأل أصحاب السلطات في البلد هل يؤيدون استقرار العراق وأمنه ويعملون قولاً وسلوكاً ظاهراً وباطناً من أجل ذلك؟

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group