من عشراوي الى الحصة النسوية

فاتح عبد السلام

13/12/2020

بقيت حنان عشراوي قيادية بارزة في منظمة التحرير الفلسطينية عقوداً عديدة ، وكانت الوجه النسوي الأبرز في الفعاليات الفلسطينية لاسيما في فترات صعبة خلال المفاوضات في التسعينات حين برزت بوصفها متحدثة باللغتين للوفد الفلسطيني في مدريد ١٩٩١وما بعدها، وقادت تظاهرات احتجاجية بنفسها واصيبت بجروح من قبل الجنود الاسرائيليين، وهاي هي اليوم تستقيل من المنظمة متعهدة باستمرار العطاء من خارجة المؤسسات الرسمية وهي في الخامسة والسبعين من عمرها. في تصريحاتها الاخيرة بدا على الاستياء من شائعات رخيصة تلاحقها كمثل بحثها عن منصب ، وهي اسم تجاوز الكثير من العناوين والمناصب الرسمية منذ سنوات. وسمعناها في شريط قصير تقول :”آن الأوان لإجراء إصلاح حقيقي من مؤسساتنا الرسمية، في منظمة التحرير وإعادة إحيائها واحترام صلاحياتها وتفويضها، لكي تكون حقيقة عنوان صنع القرار السياسي الرسمي للجميع».
وشددت عشراوي على أنه «آن الأوان لممارسة الديمقراطية فعلاً وإجراء الانتخابات، وأيضاً الوصول إلى وحدة حقيقية عن طريق ممارسة الديمقراطية». ما قالته يصب في فكرة تجديد دماء المنظمة واحترام تداول السلطة بغض النظر عن التفاصيل .
قريبا من صوت هذا المثال النسوي التنويري الطليعي، كانت النساء المرشحات جمعهن يفشلن في الوصول الى المجلسين النيابيين في الاردن والكويت. فيما يبدو أنّ عوامل كثيرة تقف عائقاً أمام صعود المرأة الى الواجهات البرلمانية العربية، لكن بينها اسباب تتعلق بالنساء المرشحات انفسهن ،إذ لا توجد بصمات نسائية مؤثرة في البناء المجتمعي لكي يمنحها ذلك فرصة الارتقاء للتمثيل النيابي، وهذا لايعني ان التمثيل الرجالي له بصمات فاعلة في المجتمع بالضرورة. هناك كثير من النساء يسيطر عليهم الشعور بالوجاهة الشكلية كحد أقصى في نيل المنصب .
هناك تجربة اخرى للنساء، منها ماحصل في العراق، حيث حددت نسبة  مئوية ثابتة لضمان تمثيل كبير للمرأة في المجلس النيابي، والنتيجة كانت نفس الاشتقاقات الحزبية والطائفية وصرن يحملن نفس الرايات والشعارات التي يعتاش منها نواب الاحزاب، ولم نجد اصوات التحرر النسوي من قيود التخلف الاجتماعي والامية والافات الاسرية المتفشية بما يهدد النسيج العراقي. وجدنا نائبا يعزفن نفس معزوفات زعاماتهن خائنات في نفس المستنقعات. ما أهمية تثبيت العدد النسوي كحصة في البرلمان العراقي إذا لم تكن هناك اضافات نوعية؟

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group