*لا يمكن للمحلل الموضوعي إلا انْ يرحب بما اعلنه رئيس الجمهورية برهم صالح في رسالة التهنئة بالعام الجديد بالقول ان "منظومة الحكم التي تأسست بعد عام 2003 تعرّضت إلى تصدع كبير، ولا يُمكنها أن تخدم المواطن". 
لنعيد قراءتها اكثر من مرة، حيث يترتب على الرئاسة، من موقعها الدستوري، ان تصيغ اجراءات ومنظورات لترجمة هذه الحقيقة الى الواقع، وإنهاء سطوة  الكتل القابضة على خوانيق الدولة.. والمهم ان لا يكون هذا الاعلان الخطير ورقة مجاملة للملايين العراقية التي استباحتها "منظومة" الفساد والجريمة والتزوير طوال 17 عاماً عجاف، ولا ان تكون غطاء لتمرير القوانين القمعية التي تعد هذه المنظومة الى تشريعها، ولجم حركات الاحتجاج.  
*في خطوات غير مسبوقة، وخلال يومين من انتقال العالم الى عام جديد، امر رئيس الحكومة بنشر قوات مكافحة الارهاب في مفاصل حساسة من مناطق العاصمة، الخضراء. الجادرية. مداخل الكرادة، لمواجهة فصائل منفلتة تتخذ من خيمة الحشد الشعبي وسيلة للعربدة في الشوارع وتهديد الهيئات الدبلوماسية واشاعة الرعب في العاصمة، الامر الذي يلزم تحويل هذه الخطوات الى منهج أمني، لا يخضع، كما في المرات السابقة، الى المساومات، وخذ وهات، ما شجع القطعان السائبة على إخصاء الدولة، والامساك بمفاتيح الاستقرار والامان في العاصمة والمحافظات. 
*تحويل المُعلن الصحيح الى سياسة لا تنكفئ، واجراءات لا تبيع نفسها للكتل المتغولة، هو الاختبار الحقيقي لجدية ونيات اصحاب القرار، وبخلاف ذلك فانهم يسيرون بالجَمَل، وبما حمل، الى احضان تلك الكتل، ومنها الى الهاوية.