أخذتَ لقاح فايزر..معذرة

عبد المنعم الاعسم

19/01/2021

السبت 16 يناير اخذتُ (في لندن) لقاح فايزر، ارقى ما توصلتْ له التجارب العالمية المرموقة على دواء مكافحة وباء الكورونا الجائح. مكتب الطبابة (جي. بي) في الحي الذي اسكنه اتصل بي في ذلك الصباح ليخبرني ان لديّ موعدٌ بعد ساعة لاخذ اللقاح، واعطاني عنوان المركز الذي يتولى الامر، وعندما اعتذرت كون الوقت لا يكفي الوصول الى هذا المركز، سرعام ما حدد لي موعدا آخر بعد ساعتين ونصف، ثم اخذت الطريق مع ابنتي، بالقطار.

في مدخل البناية استقبلتنا سيدة بكمامة زجاجية ورداء ابيض، وابتسامة فياضة بالرحمة. اسمك سيدي؟ ثم: عنوان منزلك؟ ثم دوّنتْ على سجلها معلومات صحية عامة عن حساسيتي حيال انواع الحُقن، ثم: تفضل استرح أن كنتَ بحاجة للاستراحة.

قلت لها: لا حاجة. انا مرتاح. وهكذا اخذتني الى طابور بانتظار اخذ اللقاح. كان الطابور يتكون من اربعة اشخاص، رجل وثلاث سيدات، ولم يستغرق الانتظار اكثر من عشر دقائق، لأكون على كرسي امام طبيبة شابة "متطوعة" ضمن الالاف من المتطوعين.

قالت: هذا اللقاح من نوع فايزر. اومأتُ لها بالموافقة. قالت لن أؤلمك. قلت: شكراً. وقبل ان اهمّ بالسؤال عن اعراض اللقاح كانت الطبيبة قد غرزت رأس الابرة في مكان اسفل اعلى الكتف.

قالت: قد تطالك سخونة، فعليك اخذ خافض الحرارة من الصيدلية. شكراً. في الطريق الى بيتي فتحت نافذة الاخبار من هاتفي. كان هناك، من بين اخبار كثيرة، عنوان بارز: العالم بلا رحمة.. وفي طي السطور شكوى من انانية العالم الصناعي، الغني، الذي ترك مئات الملايين من البشر، سكان القارات والدول الفقيرة، نهبا لافتراس الوباء المتوحش، من دون لفتة رحمة بهم، او حتى عبارات الشفقة عليهم.. شعرت بالحزن، حقا، وسرعان ما حل ابناء بلدي، العراق، في بالي.. كدتُ اندم على اخذ اللقاح.

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group