هدف كبير

ساطع راجي

20/06/2018

في 22/5 قلت في هذه الزاوية إن أفضل حكومة يمكن الحصول عليها في العراق ستكون نتاج تحالف بين قائمتي سائرون والفتح، وفي 12/6 أعلن الطرفان عن تحالفهما فعلا، ورغم ان ميدان السياسة العراقية هو بحر رمال متحرك لكن الطرفين يبدوان (حتى الآن) ثابتين على تحالفهما الذي لم ينتج بدعوة ايرانية كما يقول كثيرون بل بوساطة ايرانية طلبها احد الطرفين وربما كلاهما، فالتحالف بين سائرون والفتح هو ضرورة أمنية أولا وأخيرا ولا يتوقع منه الكثير اقتصاديا، هذا التحالف لا يرجى منه تحقيق انتصار عسكري وانما ابعاد شبح الحرب التي تحدثت عنها أطراف عدة منذ الانتخابات وزاد الحديث سخونة مع تبعات تهم التزوير وتعديل قانون الانتخابات وتفجير كدس الاسلحة في مدينة الصدر واحراق صناديق انتخابات الرصافة، هذه الاحداث عجلت بالتحالف بين سائرون الفتح لكن منذ اعلان النتائج الاولية ظهرت ظلال البنادق ثقيلة في كل التصريحات.

التيار الصدري رد بسرعة على ما تعرض له من انتقاد لتحالفه السريع مع الفتح بعدما كانت الهوة بين الطرفين واسعة خلال الحملة الانتخابية، ولو بصورة موارية، فقد تعهد التيار بإن يكون نزع السلاح أولويته في التحالف الجديد ومشددا على ان هذا التحالف وحده القادر على تحقيق حلم بعيد المنال، تعهد الصدريين ممكن التنفيذ لو تمسكوا به واعتبروه شرطا دائما لإستمرار تحالفهم مع كتلة الفتح التي ألمحت أيضا الى دور التحالف في الابتعاد عن الحرب الاهلية، في هذا التعاطي تم تثبيت امتلاك القوى السياسية وفي مقدمتها التيار ومكونات الفتح للسلاح واحتمالية استخدامه لأغراض سياسية، هاتان الحقيقتان يعرفهما كل عراقي لكن القوى السياسية تنكرهما وتحديدا بهذا الترابط المباشر، واعتراف قوى تستلم الحكم بإنها تمتلك سلاح خارج اطار الدولة يضعها في مواجهة مصيرية فإما ان تفتت الدولة رسميا او تبنيها.

نزع السلاح لو تحقق سيكون إنجازا كبيرا على ان يكون متساويا وعادلا مثلما طالب به السيد الصدر نفسه بعد انفجار قطاع 10، لكن يبقى هدف آخر كبير يمكن لتحالف سائرون والفتح تحقيقه بعدم استعادة التحالف الوطني او تجميع الكتل الشيعية تحت أي مسمى أو عنوان، فالتحالف القائم يمتلك حتى الآن حجما برلمانيا جيدا ويمكنه ان يجذب نوابا شيعة منفردين او حتى قائمة أخرى واحدة فيما لو أوصل رسالة حازمة بعدم استعادة التحالف الشيعي ثم يذهب لإستكمال تفاهماته مع قوى سنية وكردية وهذه سواء جاءت موحدة ام لا فإنها لن تؤثر على منجز عبور البيوت الطائفية حتى لو استمر الشغب الاعلامي للخاسرين من الخطوة فهذا التحالف بسبب الانضباط الحزبي لاعضائه مقارنة بالحضور الضعيف المعتاد للنواب في جلسات البرلمان يمكن أن يكون سندا قويا للحكومة المقبلة التي ستكون الفرصة الاخيرة للنظام السياسي لإصلاح نفسه ولإثبات قدرته على الحياة.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group