تنافس برامج ومشاريع للاصلاح والبناء أم صراع على المناصب والحصص…؟

حسان عاكف

19/09/2018

قبل المصادقة على نتائج الانتخابات الاخيرة وتدشين ماراثون السباق نحو بناء التحالفات السياسية الاكبر وصولا الى المناصب الرئاسية الأهم، نكاد لم نستمع الى تصريح لممثل كتلة او حزب سياسي، إلا وهو يؤكد، ويقسم أغلظ الايمان، ان تحالفه أو حزبه لا يكترث ابدا بالمناصب والمواقع العليا في الدولة ومن سيشغلها، لان جل اهتمام تحالفه ينصب على مشاريع وبرامج الاصلاح والخدمات، ومدى توافقها او تطابقها مع المشروع السياسي لكتلته أو حزبه.

هذه التصريحات عن المشاريع وتنافسها، واعتبارها الفيصل في قبول او رفض اي مرشح او تحالف جديد بين الاطراف المتصارعة، وهي تملأ الفضائين الاعلامي والسياسي ذكرتني بحكاية عن مشروع روجرز الذي طرح اوائل السبعينات والحملة السياسية والاعلامية الواسعة والمضادة التي ووجه بها من قبل الاعلام الرسمي العراقي آنذاك.

كان لعزت الدوري، باعتباره رئيس المجلس الزراعي الاعلى آنذاك دوره في عقد الندوات العامة في القرى والارياف لتعريف الفلاحين بمخاطر "مشروع روجرز" على المنطقة. والمشروع عبارة عن مبادرة قدمها وزير الخارجية الامريكي روجرز عام ١٩٧٠ لايقاف اطلاق النار بين مصر واسرائيل. وفي نهاية الامر لم تلتزم به اسرائيل كالعادة.

تقول حكايتنا ان عزت الدوري وبعد حديث مطول له في احدى قرى صلاح الدين عن خطورة المشروع الامريكي على الامنيين القومي والوطني فتح باب الاسئلة امام الفلاحين، وبعد عدد من الاسئلة والمداخلات من جانب الحضور رفع احد الفلاحين من وسط الجمهور المحتشد يده ووجه سؤاله للدوري: رفيق عزة بروح أبوك ياهو أخطر على العراق مشروع روجرز لو مشروع الدوّاية*..؟.
ــــــــــــــــــــــــــــ
*- مشروع الدواية هو مشروع زراعي في قضاء الدواية محافظة ذي قار نال حظوة كبيرة من الدعاية في فترة إنشائه في السبعينيات

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group