حروب بالطماطة والفجل
فاتح عبد السلام
07/01/2019
معظم حروب العالم تخضع لاعتبارات اقتصادية ، وحتى تلك التي كان طابعها فرض عقيدة على عقيدة فإنّ مغانم الاقتصاد جوهرها. وبعد حدوث توازن الرعب النووي بين العمالقة الكبار عقب الحرب العالمية الثانية منتصف القرن الماضي ، صار سلاح الحروب الجديد هو الاقتصاد وادواته من اسعار عملات ونفط وسلع أساسية . إنّ الذي يملك اقتصاداً أقوى يكون الأقدر على تطوير مشاريعه السريّة والعلنية في التسلح وتخبئة المفاجآت لسواه ،بمَن فيهم حلفاء اليوم الذين قد يصبحون أعداء الغد بامتياز في ليلة وضحاها .
ما بين أمريكا والصين حرب تجارية . والعقوبات الامريكية على روسيا وايران ومن قبلهما بشكل أفظع على العراق قبل احتلاله هي نوع من الحروب المصممة لانجاز مهمات محددة .
غير انّ الحروب التجارية قد تقع بين الدول الصغيرة أو المتجاورة أو المتناكفة لأسباب سياسية أو سواها.
في بلد مثل العراق ،مخترق من كل الاتجاهات تحت أغطية مختلفة بعضها عنوانه شرعي وقانوني ، من حق أهله ،المعذبين في الارض ،النظر الى أية مصيبة اقتصادية تنزل بهم ، وهم في البلد النفطي الكبير في المنطقة والعالم، أن ينظروا اليها على انها استهداف تجاري واقتصادي من تجار حروب استنزاف البلد بالداخل أو دول مجاورة تريد أن يكون العراق سوقها الوحيد ومصدر عملتها الصعبة الرئيسي في زمن طَيحان حظ عملتها الوطنية.
المزارعون في جنوب العراق حين شهدوا تسمم اسماكهم. بالجملة في منظر حزين ومرعب، قالوا انه استهداف اقتصاديلقوتهم الذي يعني في وجه من الوجوه قوت البلد.
واليوم يتحدث الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية التعاونية بالعراق، عن وباء مجهول اصاب محصول الطماطة في قضاء الزبير ،وتسبب باضرار جسيمة للفلاحين و انّ أكثر من 4000 مزرعة اصيبت بشكل متفاوت و250 مزرعة بشكل كامل . وهنا ايضاً لا تستطيع أن تمنع الفلاحين من التفكير باستهدافهم من الداخل والخارج على حد سواء ، مادامت الطبقة السياسية منشغلة بما تراه أهم من ذلك كله.
ليست كل الحروب تشن بالرصاص وحده ، من الممكن أن تشن بالطماطة والسمك أيضاً ، وليس مستغرباً إذا عزّ الفجل في السوق أن تشن الحروب عليه أو باسمه.
ترددات نوا