روحاني .. مابعد الزيارة

عبدالزهرة محمد الهنداوي

13/03/2019

قطعا ان زيارةً مثل زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني الى العراق ويبقى ثلاثة ايام، بخلاف ما جرت العادة في زيارات الرؤساء الاخرين الى بغداد، لساعات ثم يغادرون سريعا، ان زيارة مثل هذه لرئيس ايراني، تمثل اهمية جيو سياسية عالية المستوى، لانها تأتي في ظل ظروف اقليمية ودولية معقدة، وملفات متداخلة، ما يجعل المراقب يتوقع ان تكون نتائج هذه الزيارة مهمة ايضا ومؤثرة على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين وعلى مستوى الاحداث والعلاقات الدولية..

قد يقول قائل، ولماذا هذا الاهتمام والاهمية لزيارة روحاني؟، فعلاقاتنا مع ايران طيبة، والزيارات بين مسؤولي البلدين غير منقطعة، وميزان التبادل التجاري في تصاعد مستمر، وان كانت كفة ايران هي الارجح؟،.. نعم هذا صحيح على المدى المنظور، وما هو معلوم، ولكن ثمة ملفات اخرى مهمة، يمكن مناقشتها على اعلى المستويات بين العراق وايران، لعل من بينها، مايتعلق باشكالية اتفاقية الجزائر لعام ١٩٧٥ وتداعياتها، وما يجري من حديث بشأن ابتعاد خط التالوك البحري في المياه الاقليمية الذي انجرف باتجاه ايران، وهناك قضايا اخرى تحمل من الاهمية الكثير، منها ما هو سياسي ومنها ما هو اقتصادي، ومنها ما يحمل البعدين معاً، فترسيم الحدود بين الجانبين مازال ملفا مفتوحاً يحتاج الى تأطير قانوني دولي يحفظ حقوق البلدين، ثم ان الزيارة تأتي في وضع عراقي مختلف، لاسيما بعد الانتهاء من داعش، والانطلاق في مرحلة جديدة، وهنا في هذا الملف بالتحديد ثمة من يتحدث عن وجود رسائل ايرانية غير مباشرة بان طهران، ربما ستطالب بغداد بتسديد ديونها التي ترتبت على العراق ابان حربه ضد الارهاب الداعشي، كما نقلت الاخبار من ان ايران طالبت سوريا بتسديـد مابذمتها من ديـون..

وبصرف النظر، فيما اذا كانت مثل هذه المعلومات صحيحة، ام انها ليست سوى محض كلام، تبقى ملفات السياحة وبناء المناطق الصناعية المشتركة وتنفيذ مشروع الربط السككي بين البلدين، وسوى ذلك ملفات مهمة تستحق ان تناقش من قبل اصحاب القرار الاول، ومن المؤكد ايضا ان زيارة روحاني كانت موضع اهتمام ومتابعة ومراقبة من قبل واشنطن والعواصم الاوروبية والعربية، لاسيما بعد دخول العقوبات الاميركية على طهران حيز التنفيذ، ولذلك فان ادارة الرئيس ترامب، ربما ستتحرك هنا او هناك في ضوء ما ينتج عن هذه الزيارة من اتفاقات او تفاهمات استراتيجية، قد تسهم في تخفيف الضغط الذي تواجهه طهران من جراء عقوبات واشنطن ضدها.

وفي جميع الاحوال، فان زيارة روحاني الى بغداد بعد ٦ سنوات من توليه سدة الرئاسة في ايران، وبعيدا عما اثير بشأنها، فانها تمثل اهمية كبيرة للبلدين، وسعيهما المشترك لاغلاق جميع الملفات التي مازالت مفتوحة، وقد آن الاوان لاغلاقها، بزيارة الرئيس روحاني.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group