اشتعل سوق الشائعات وما اصطلح عليه زوراً وبهتاناً التسريبات، بكل ما تشتهي من سيناريوهات ، تتضمن مادار بين وزير الخارجية الامريكي بومبيو والحكومة العراقية في خلال زيارته المفاجئة لبغداد قبل ايام قليلة . وجميع (التسريبات) دارت حول ايران والتصعيد الجاري مع واشنطن . والتزم فريق التسريبات المؤيد لايران ،والذائد عن حماها وسمعتها في العراق ، بذكر انّ الحكومة في بغداد ومَن يقف وراءها ،من حشد وعشائر ،وشخصيات محسوبة على الجانب الايراني ،وأخرى متلونة تتحين الفرص ، اسمعت الوزير الامريكي ما لم يكن يتوقع سماعه من تغليظ اللهجة وابداء الحزم في ابلاغ الامريكان أنّ أي هجوم امريكي غاشم على ايران سيواجه برد قوي من الجانب العراقي ، حتى انّ الوزير بومبيو داخ ،ونشفت شفتاه كأنّه صائم وأخذته نومة ولم يصح على السحور. وطلب شربة ماء فقط وغادر فوراً، بالرغم من انّ الحكومة كانت قد قامت بالواجب كعادتها ،وأعدت الغداء المحترم ،وعزمته على الفطور والسحور أيضاً. أما الجانب الذي ينتظر متى تنفذ أمريكا وعودها في تقويض قدرات ايران وقطع أذرعها في المنطقة وسحلها خلفها، كما حصل في العراق قبل ست عشرة عاماً ، فقد روّج تسريبات عن تسعة مطالب أمريكية حاسمة ، وهناك من جعلها اثني عشر مطلباً، مطلب ينطح مطلباً ، على الحكومة العراقية والرئاسات تنفيذها في فترة زمنية لا تتجاوز ستين يوماً ، تشمل نقل اللواء رقم كذا والوحدة كذا حشد شعبي من الحدود السورية الى مكان اخر ، وافراغ الموصل من الحشد ،ومنع التبادل التجاري بالعملة الصعبة مع ايران ،وانتهاء فترة الاعفاءات والدلال الامريكي لبغداد ، واشياء اخرى من كلّ ما لذّ وطاب من امنيات لهذا الفريق المنتظر قيام الحرب وتدمير ايران واقامة مهرجان الحواسم فيها واندلاع الحرب الطائفية والعرقية داخلها ، في تسلسل يشبه ما مرّ به العراق في السنوات السود التي عاشها بعد الاحتلال الامريكي له قبل أكثر من عقد ونصف العقد . طبعاً ، جميع التسريبات من كلا الجانبين ، تمّت بعد مدفع الافطار ، خوفاً من الزلل المفسد للصيام .والى زيارة مفاجئة جديدة.