يا قوم لا تتكلموا

د. هاشم حسن التميمي

29/05/2019

لم يخطر في بال النخبة الخيرة من اساتذة كلية الاعلام وعميدها ومعاونته للشؤون العلمية وهم من افنوا حياتهم للتمسك بشرف المهنة الصحفية وقدسية العملية التعليمية ان يصبحوا هدفا للتشهير والتسقيط والتهديد بقطع الرؤوس على الطريقة الداعشية.

وخطورة الامر ان يصدر ذلك من جهات سياسية وقواتها المسلحة ازاء اساتذة في الجامعة لايملكون للدفاع عن انفسهم الا اقلامهم وتغريداتهم التي تتصدى للظلم وتسعى لتنوير  المجتمع والامر غريب جدا ان ليس هنالك من يستوعب الموقف  ويصغي لصوت الحقيقة لعظمة دور المنافقين والمحرضين في خلط الاوراق، وخلاصة القضية اننا ومن خلال درس اكاديمي عنوانه التربية الاعلامية الرقمية وهو  مساق حديث يدرس في اشهر كليات الصحافة في العالم ويكرس لعرض نماذج من الاخبار والتقارير المصورة المزيفة لاهداف ودوافع سياسية ويتدرب الطالب على كيفية التفكيك والتحليل  الموضوعي النقدي لتحديد طرق التزوير والتزييف للمعلومات والصور بقصد التشهير بمؤسسات الدولة والشخصيات العامة  لتجنب ترويج هذه الاخبار التي تفتقد للمهنية واخلاقياتها ، ولذا فان الامتحان النهائي تعرض فيه نماذج عملية للتحليل وتحديد نقاط التزييف والتشهير في النص والصورة والامر يقتصر على عشرات الطلبة فقط وتسحب منهم الاسئلة ولايسمح بتداولها او نشرها…وهذه العملية تطبق طيلة العام الدراسي وجرى ذلك منذ اربع سنوات والامور اعتيادية جدا وتلقى الطلبة خبرات ممتازة لكشف الزيف وهم يعملون الان في مؤسسات اعلامية محترمة…ماذا حدث هذا العام وكيف استخدم البعض وحرض جهات سياسية للتصدي لنا والتدخل في تفاصيل الحرم الجامعي، وبصراحة قام احد   الذين قذفته علينا الاقدار ليكون استاذا في الكلية لسرقة نماذج من الاسئلة ليوحي لهذه الجهات انه يتضمن تشهيراً بمرجعيات وشخصيات سياسية وقامت  الدنيا  ولم تقعد حتى الان، وهم يعلمون ان الامر في المختبر وتركوا العشرات من المواقع والصحف المتورطة اصلا بعملية التشهير لتصفية حسابات سياسية لسنا طرفا فيها ، ومحاسبة الشخص الاثم المنافق الذي ذهب بنفسه لدفع هذه الجهات وتوريطها في بيانات ليس في محلها وتهديدات لا تليق بها كان الاصح ان توجه للذين اساءوا فعلا..
واجد نفسي معتذارا  لاحراج معالي وزير التعليم العالي  عن ذنب لم نرتكبه وفي الوقت نفسه ادعوه مخلصا لحمايتنا وقطع الطريق للتدخل السياسي في شؤون الجامعات كي تبقى مستقلة راعية لحرية  الفكر والبحث العلمي…واقول للذين يطالبون براسي ما قاله سيد الشهداء (ع) اذا كانت امة محمد لا تستقيم الا بقطع راسي فيا  سيوف خذيني وفي قتلي حياة لي  وموت لكم…واختم قولي واهديكم اغنية لطيف بوشناق   خذوا  الكراسي  واعطوني وطناً وهذه الكلمات تعبر عما يجول في خاطري  .. واهديكم ايضا ما قاله الشاعر الكبير معروف الرصافي
(ياقوم لا تتكلموا)
يا قومِ لا تتكّلموا
إن الكلامَ محرَّمُ
ناموا ولا تستيقظوا
ما فاز إلاّ النُوَّمُ
وتأخّروا عن كل ما
يَقضي بأن تتقدّموا
ودَعُوا التفهُّم جانباً
فالخير أن لا تَفهموا
وتَثّبتُّوا في جهلكم
فالشرّ أن تتعلَموا
أما السياسة فاتركوا
أبداً وإلاّ تندموا
إن السياسة سرّها
لو تعلمون مُطلسَمُ
وإذا أفَضْتم في المباح
لا يستحق كرامةً
إلاّ الأصمُّ الأبكمُ
ودَعُوا السعادةَ إنما
هي في الحياةِ توّهُمُ
فالعيشُ وهو منّعم
كالعيشِ وهو مذمَّمُ
فارضَوْا بحكمِ الدهرِ
مهما كان فيه تحكُّمُ
وإذا ظُلِمتم فاضحكوا
طرباً ولا تتظلّموا
وإذا أُهِنتم فاشكروا
وإذا لُطِمتم فابسِموا
إن قيل هذا شهدكم
مُرٌّ فقولوا علقمُ
أو قيل إن نهاركم
ليلٌ فقولوا مُظلمُ
أو قيل إن ثِمادكم
سَيلٌ فقولوا مُفعَمُ
أو قيل إن بلادَكم
يا قومِ سوف تُقسَّمُ
فتحمدوا وتشكّروا
وترنّحوا وترنّمو
من الحديث فجَمجموا
والعَدلَ لا تتوسَّموا
والظلمَ لا تتجَّهموا
من شاء منكم أن
يعيش اليوم وهو مُكرَّمُ
فَليُمسِ لا سمعٌ ولا
بصرٌ لديه ولا فمُ
واخبركم انني حتى الرمق الاخير سأصرخ  بالحقيقة حتى وانا في كفني او في زوايا لحدي لانقــــــــذ بلدي المختطف من قوى ظلامية تتاجر باسم الرب ولايصح الا الصحيح وما اسعدني وانا شهيد.

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group