في بلد النخيل لا معهد لشؤون النخلة

حسن العلوي

14/07/2019

العراق الى أين؟ سؤال غريب واغرب منه جوابه.
العراق الى أين؟ وكأن حاضره كامل الاوصاف فيخشى عليه اهله ان يصبح ناقص الاوصاف .
العراق في (اسوأ أين) انه نهايات الأين يشتكي الأين والضلعة
العراق في ادنى درجات السلم الحضاري والفضل في هذا المآل لهؤلاء الرجال الذين يغيرون على الدولة كما يغير قطاع الطرق على القوافل فيتركون اهل القافلة حفاةً على التراب الملتهب.
واصعب ما يعذب الذاكرة ان تعود الى جداول وزارة التخطيط فستجد العجب العجاب والبلد الذي تركه عبدالرحمن عارف وفيه 32  مليون نخلة، اصبح بلد 7  ملايين نخلة فضاعت اكثر من ثلثي اعداد النخيل في حروبنا أم في اهمال النخلة سيدة اشجار الكون، او كما وصفها المعّري اشرف الشجر.
والنخلة شمسية تحمي اهلها من الوهج فيستكين العراقيون عند جذوعها حيث تنزل درجة الحرارة عند نزولك الى اطراف بغداد حيث بساتين الكرادتين او بساتين الصليخ وابو غريب  .
ولا عجب ولا عجاب فحتى هذه اللحظة لم تفكر جامعة بغداد باستحداث كلية النخيل لتخريج مهندس متخصص بشؤون النخلة .
كانت التمور تُباع بأقل اسعار الفواكه قاطبةً وهي الان تُعرض بأعلى اسعار الفواكه حتى بلغ سعر الكيلو منها في البلدان المستوردة مايربو نحو 10 دولارات.
ولهذا انتبه اهل الخليج فاستحوذوا باموالهم على فسائل النخيل اثناء الحرب العراقية الايرانية ثم اقاموا مزارع خاصة تصبح البذرة نخلة في ثلاثة اعوام فصار لكل ثري من اهل الخليج بستان من النخل العراقي وتلك جريمة العصر مع تكاثر جرائم العصور ومجرمي الدهور .
ان النخلة تؤرقني كما يؤرق العاشق ولم اعشق امرأة على كثرة من عشقت كما عشقت الخستاوية والتبرزلة .
نحن اهل الكرادة نعرف نوع النخلة من سعفها وخوصها قبل ان يظهر الرطب في عثوقها التي تشبه صدور الكواعب .
النخلة طعام اهل العراق و فراشهم على الارض وسرير النوم وسقف المنزل وسياج المزرعة وحطب الموقد .
خلقها الله قبل ان يهتدي البشر الى اختراع الثلاجة حيث لاتحتاج التمور الى مواد حافظة فيكفي العثق ان يُربط بحبل في غرفة او يُخزن التمر في السلال طيلة موسم الشتاء .
التمرة غذاء الفاتحين الذين توقفوا عند اسوار الصين او عند سواحل الاطلسي حيث توقف عقبة بن نافع .
لولا التمور ما انتشر الاسلام ولا عرفت العروبة خارج اقطارها .
اجل انه التمر بطل الفتوح لأنه غذاء الجندي الوحيد في جيب الامام علي بن ابي طالب (رض) وفي سلة عمر بن الخطاب (رض) وعند سفن طارق بن زياد .
ولابد للقومي العربي ان يكون محباً للتمر عاشقاً للنخلة حافظاً لها افضالها على الامة .
ادعو الى تشكيل جمعيات في ارجاء العراق تدعو لحماية النخلة وتطوير انتاجها وتسويق ثمارها اذ يكفي العراق لو جف النفط ان يعيش بلداً غنيا من ثراء التمور.
هذه صرخة شيخ من اهل الكرادة كان المسؤول عن بستان العائلة تلقيحاً وتكريساً حتى موسم (اللقاط).

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group