لسان الحمير!

عاصم جهاد

19/09/2019

ما الذي يجبرك على الجلوس امام التلفاز لفترة طويلة.. اما للاستماع الى "احمق" او مجموعة من "الحمقى".. ساقهم القدر او حظك العاثر ليتصدروا جزءاً من المشهد العام، ويتحكموا بمصائر الناس، يتحاورون، يتنابزون، يفترون، يكذبون، يتجادلون.. في موضوع أو مواضيع شتى تضر اكثر مما تنفع… والطامة الكبرى.. أنهم لايفقهون فيها جميعاً ..!

هل ان كل ذلك يحدث بسبب "الديمقراطية" لانها تجبرك على الاستماع الى "الحمقى" كما قال الفيلسوف "برنارد شو!"

ام انها بسبب مجموعة من "الجهلة" خولت بعض "الحمير" لتتحكم بمصيرك!..

بعض هؤلاء.. يتميز بانه "سليط اللسان" ان كان محسوبا على معشر الرجال، او "سليطة اللسان" ان كانت محسوبة على الجنس الناعم!

وأذا ماصادف ان التقيت باحد هؤلاء، فانك ستواجه مشكلة أو صعوبة في طريقة محاورتهم، وقيل لاتحاور "سليط اللسان" او "الحمقى" فانهم سوف يحطون من قدرك، بسبب الفوارق الثقافية والتربوية بينكما، وأيضا فان هؤلاء ليس لديهم مايخسروه او يخشون فيه على سمعتهم، لذلك فانهم يجيدون الثرثرة و"اللغو الفارغ"، وتوجيه الاهانات والشتائم والافتراءات على كل من يقف في طريقهم!

بعض الفضائيات اصبحت مكباً وحاوية لافكار هؤلاء وسقطاتهم، ومنبراً مفتوحاً لـ"سليطي اللسان" دون رادع اخلاقي او قانوني، برغم ان "اللسان الطويل" يُقصر العمر!

قيل "لسان الإنسان دفة زورقه"، وقيل أيضا "يالكثافة الشوك الذي تخبئه عضلة اللسان"،

وقيل "المطر هوالذي ينبت الزرع والورد.. وليس الرعد!".

يعزو اهل العلم والاختصاص صفات "سليط اللسان" و"الثرثار" و"المهذار" الى دوافع نفسية وفسيولوجية، أهمها العُقد والفراغ!

وهنا نستذكر قول النبي محمد – صلى الله عليه وسلم:- "أبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون المتفيهقون"، وقوله: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت!" وقف أعرابي معوج الفم أمام أحد الولاة فألقى عليه قصيدة في الثناء عليه التماساً لمكافأة، ولكن الوالي لم يعطه شيئاً وسأله: ما بال فمك معوجاً، فرد الشاعر: لعله عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس!

*. ضو.. تستطيع أن تستدل على بعض الناس من "لسانهم" وثرثرتهم!

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group