الجسر‭ ‬الصيني

رافد جبوري

23/09/2019

ليس من الواضح حتى الان مدى دقة خبر تعرض الوفد الحكومي العراقي الى خطر الموت على اثناء مروره على جسر في الصين. فقد تناقلته وسائل الاعلام العراقية  ثم اهتمبه العراقيون على وسائل التواصل الاجتماعي. لتعود وسائل اعلام اخرى لتنشر تصريحات لاعضاء في الوفد قللوا فيها من اهمية ما حصل قائلين انه لم يكن هناك خطر لكن من غير نفي تام وقاطع.

يعد جسر خليج جيازهاو او كينغادو هايوان واحدا من اكبر جسور العالم اذ يمتد على مسافة تفوق الستة وعشرين كيلو متر ويربط بين مدينتي كينكادو وهوانغادو في مقاطعة شاندونغ شرقي الصين.افتتحالجسرعام الفين واحد عشر بعد ثلاث سنوات من العمل. كل تلك التفاصيل لا تهم غالبية العراقيين, فقد كانوا يومذاك يستعدون للاحتفال بيوم السيادة وهو يوم انسجاب القوات الاميركية من بلادهم,  الا انهماليوميتابعونطبعازيارةرئيسوزرائهمعادلعبد المهدي الى الصين وينتظرون نتائجها. اما اصل قضية خبر او اشاعة او احتمال وقوع حادث للوفد العراقي فقد بدأت قبل الزيارة. فقبلاياممن بدء رحلة عبد المهدي الى الصين تسرب الكتاب الرسمي للايفاد وتبين ان الوفد الذاهب يضم مجموعة كبيرة من الوزراء و كل المحافظين حتى ان العدد وصل الى ستة وخمسين شخصا ولهذا الرقم دلالة تاريخية يعرفها العراقيون المعاصرون طبعا. ادىحجم الوفد الكبير الى تعليقات تحدثت عن احتمالية ان يقع حادث للطائرة التي تقل الوفد وتأثير ضربة كبيرة مثل تلك. وفي ذلك تجلى طبعا الشعور العام المعادي والناقم على الطبقة السياسية في العراق. وصلت الطائرة بسلام الى الصين والحمد لله لتفتح الباب امام اشاعة او خبر حادث الجسر الصيني الذي قيل ان الحكومة ندت منه بسبب المصدات المنتشرة على جانبي الجسر كجزء من اجراءات السلامة فيه.

مثلماذكرنافي بداية المقال فبغض النظر عن اصل الخبر ودقته فقد اطمأن العراقيون على سلامة رئيس وزرائهم ووزرائهم ومحافظيهم الاعزاء على قلوبهم وسوف يركزون الان على معرفة نتائج الزيارة. فالاقتصاد الصيني هو الاقتصاد الثاني في العالم بعد الاقتصاد الاميركي. وللصين مصالح وخطط في العراق وفي كل العالم وهي معروفة بقدرتها على مد استثماراتها بصورة ذكية الى مختلف الدول والثقافات. ويعرف العراقيون ان الشركات الصينية كانت من بين اوائل الشركات الاجنبية التي عبرت عن مشاركتها بالطقوس الشيعية المعروفة في عاشوراء تقربا من السكان المحليين.

تشتبكاميركابقيادةترامبهذه الايام مع الصين في حرب تجارية. ليس من الواضح طبعا وجود اي خيار استراتجي للعراق في هذه الحرب وهل ان زيادة تعاونه مع الصين ستؤثر على علاقته مع الولايات المتحدة. نذكر هنا بان السفير الاميركي في بغداد ماثيو تيولر تحدث قبل ايام في بغداد بحديث صريح انتقد فيه بيئة الاستثمار في العراق ودعا كاي سفير يبحث عن مصلحة بلاده الى التعاون مع الشركات الاميركية. خصوم الحكومة العراقية وناقدوها تحدثوا بخبث عن ان زيارة الوفد العراقي للصين جاءت تناغما مع الموقف الايراني الذي يعول بصورة كبيرة على الصين في اطار مواجهة ايران مع الولايات المتحدة.

لفت نظري غياب اسم وزير الخارجية العراقي عن الوفد الكبير برئاسة عبد المهدي الذي نجا من حادث الجسر الصيني. تذكرت بسرعة انه في نيويورك حيث يحضر الجلسة السنوية لاجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة التي وصل اليها الرئيس الاخر برهم احمد صالح حيث سيلقي كلمة العراق وقيل انه سيلتقي بترامب. اما الرئيس الثالث محمد الحلبوسي فهو ايضا خارج بغداد في زيارة لاقليم كردستان اخذته الى اربيل ودهوك. غياب الرؤوساء الثلاثة ومجموعة كبيرة من الوزراء عن بغداد اثار امنيات من بعض الحاقدين بوقوع انقلاب لا قدر الله يغير نظام الحكم. هنا نطمئن العراقيين على ديمقراطيتهم لان ذلك لم يحدث ولن يحدث فالمقومات غير متوفرة اذا ان السلطة متشظية كما وان مراكز القوة الحقيقية الداخلية والخارجية تدعم النظام الحالي. لكن في المقابل تندر كثيرون على حقيقة غياب كل هذه العدد من المسؤولين عن العراق من غير التأثير على شئ من واقع العمل الحكومي. ذلك طبعا سؤال مهم يجيب عليه المسؤولون العراقيون حين عودتهم بالسلامة من زياراتهم عبر شرحهم لنتائجها وتأثير تلك النتائج على مصلحة بلدهم.

جسر خليج جيازهاو الصيني قوي ومؤمن ولن تهزه الريح او يخذل من يسافر عليه لكنه سيكون واحدا من القصص التي ستوجب على عبد المهدي ووفده شرحها وربما يتكرمون بشرح الحاجة لان يكون الوفد كبيرا الى هذه الدرجة وهل ان نتائج الزيارة ستكون بهذا الحجم ايضا ؟ لااقصدطبعاالستةوخمسينوهو حجم الوفد بل اقصد حجم الاثار الايجابية على الاقتصاد العراقي.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group