تعتبر الزيارة الحالية لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى أنقرة جولة جديدة من المباحثات بين البلدين، حيث ستكون قضايا الأمن، المياه، والعلاقات الاقتصادية ثلاث قضايا رئيسية على طاولة اللقاءات بين السوداني والمسؤولين الأتراك.
السوداني، الذي يزور تركيا على رأس وفد رفيع المستوى، سيبحث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العلاقات التركية العراقية والتطورات الإقليمية والدولية الراهنة. كما سيتضمن اللقاء عقد اجتماع لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين. وفقًا لما ذكره رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، سيتم التوقيع على وثائق تهدف إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات بين العراق وتركيا.
تأتي هذه الزيارة في وقت حرج تمر فيه المنطقة بظروف أمنية معقدة، حيث يرى مراقبون أن زيارة السوداني إلى تركيا ضرورية جدًا لتعزيز التواصل واستكمال الحوارات حول العديد من الملفات العالقة بين البلدين، لا سيما تلك المتعلقة بالشأنين الاقتصادي والأمني.
وفيما يتعلق بملف المياه، يعتبر من أبرز القضايا التي يجب التركيز عليها، خاصة في ظل الأزمة المتفاقمة التي يواجهها العراق خلال موسم الصيف، والتي قد تؤدي إلى تفاقم مشكلة الجفاف. تسعى الحكومة العراقية لضمان حصولها على حصتها العادلة من المياه من الجانب التركي. بالإضافة إلى ذلك، هناك قضايا اقتصادية مهمة سيتم تناولها خلال الزيارة، خصوصًا أن التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى نحو 20 مليار دولار سنويًا.
تعد هذه الزيارة الرابعة للسوداني إلى أنقرة منذ تسلمه منصب رئيس الوزراء، حيث سبق له أن وقع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على اتفاق الإطار الاستراتيجي بين البلدين، الذي يعد بمثابة خارطة طريق نحو شراكة اقتصادية شاملة. كما وقع الجانبان عددًا من مذكرات التفاهم والاتفاقات في مختلف المجالات، أبرزها اتفاق إطاري للتعاون في مجال المياه ومذكرة تفاهم بشأن مشروع طريق التنمية.