مجزرة جديدة جنوب غزة: 39 قتيلاً ومئة جريح بنيران إسرائيلية قرب مراكز توزيع مساعدات
قبل 2 أيام العالم
أعلنت أجهزة الدفاع المدني في قطاع غزة، السبت، مقتل تسعة وثلاثين فلسطينياً وإصابة أكثر من مئة آخرين بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركزين لتوزيع المساعدات في جنوب القطاع، الذي يواجه حرباً مدمرة وحصاراً خانقاً منذ أكثر من واحد وعشرين شهراً.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، لوكالة فرانس برس إن الضحايا سقطوا في منطقتي خان يونس شمالاً والطينة قرب رفح، مؤكداً أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار على المدنيين الذين تجمعوا قرب مراكز تابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بدأت توزيع المساعدات قبل شهرين.
وأكد شهود عيان وقوع إطلاق نار كثيف من قبل الجنود، في وقت حاول فيه المواطنون الوصول إلى المساعدات. وقال عبد العزيز عابد (37 عاماً): "ذهبنا قبل شروق الشمس للحصول على الطعام، لكن لم نلقَ سوى الرصاص والتعب... ارحموا أهل غزة".
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أطلقوا النار "تحذيرياً" على "أشخاص مشبوهين" اقتربوا منهم في رفح، مشيراً إلى أنه يحقق في الحادث.
من جانبها، نفت مؤسسة غزة الإنسانية وقوع القتلى قرب مراكزها، مشيرة إلى أن هذه المراكز تكون مغلقة في مثل ذلك التوقيت.
يأتي هذا الحادث في سياق متكرر، إذ سبق أن سقط مئات القتلى خلال محاولات الأهالي الحصول على المساعدات. ووفق وزارة الصحة في غزة، قُتل 891 شخصاً منذ أواخر أيار/مايو أثناء انتظارهم المساعدات، بينهم 674 قرب مراكز المؤسسة المذكورة، وهي أرقام تقارب ما أعلنته الأمم المتحدة.
وأثار تزايد عدد القتلى، وسط أزمة غذاء خانقة، دعوات دولية عاجلة لفتح المعابر. وقالت وكالة "الأونروا" إن لديها مخزونات غذائية تكفي القطاع لأكثر من ثلاثة أشهر، لكنها غير قادرة على إيصالها بسبب الحصار، مطالبةً بـ"فتح المعابر ورفع القيود فوراً".
وفي تطور متصل، أشار الدفاع المدني إلى مقتل 12 شخصاً في غارة إسرائيلية على منزل في النصيرات وسط القطاع.
وأفادت وزارة الصحة بأن 7938 شخصاً قُتلوا منذ أن استأنفت إسرائيل هجماتها على غزة في 18 آذار/مارس، فيما بلغ إجمالي عدد القتلى منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 نحو 58,765 شخصاً، معظمهم من المدنيين.
من جانبها، حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" من ارتفاع حاد في حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في عياداتها، واصفة الوضع بأنه "غير مسبوق".
في السياق الدبلوماسي، أعرب البابا لاوون الرابع عشر عن "قلقه العميق" إزاء الكارثة الإنسانية في غزة خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، داعياً إلى استئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى هدنة، في وقت تتعثر فيه المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، وسط اتهامات متبادلة بعرقلة الحل.