بدأ أكثر من مليون حاج اليوم الأربعاء أداء مناسك الحج في مكة المكرمة، وسط درجات حرارة مرتفعة تجاوزت الأربعين درجة مئوية، وتدابير صارمة ضد الحجاج غير النظاميين، في محاولة لتفادي تكرار كارثة العام الماضي التي أسفرت عن وفاة أكثر من ألف وثلاثمئة شخص.
ومع تجاوز عدد الوافدين إلى المملكة حاجز المليون وأربعمئة ألف، كثفت السلطات السعودية إجراءاتها الوقائية هذا العام، حيث جندت أكثر من مئتين وخمسين ألف موظف، وفعّلت تنسيقًا موسّعًا بين أكثر من أربعين جهة حكومية، بالإضافة إلى تعزيز خدمات التبريد والتظليل، من بينها إنشاء ممرات مبردة ومسارات جديدة، أبرزها طريق حديث بطول أربعة كيلومترات يؤدي إلى جبل عرفات.
وتعد منظومة التبريد داخل الحرم المكي الأكبر عالميا، حيث ينقى الهواء داخله تسع مرات يوميًا، فيما شملت الإجراءات نشر آلاف من الطواقم الطبية وتوفير أكثر من أربعمئة وحدة تبريد.
وشهد اليوم الأول من المناسك توجه الحجاج إلى مكة لأداء طواف القدوم حول الكعبة، وهم مرتدون ملابس الإحرام البيضاء، التي ترمز للتجرد والتساوي بين الحجاج.
وفي خطوة لافتة، بدأت السلطات هذا الموسم في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة لمراقبة الحشود وتحليل البيانات، في إطار تعزيز الإدارة الميدانية وتنظيم حركة الملايين.
وفي محاولة للحد من ظاهرة الحج غير النظامي، أطلقت السلطات السعودية حملات أمنية واسعة، شملت مداهمات ومراقبة جوية وتنبيهات نصية، حيث يواجه المخالفون غرامات مالية وعقوبات تصل إلى المنع من دخول المملكة لمدة عشر سنوات.
وتعد مناسك الحج والعمرة مصدر دخل مهما للمملكة، إذ تدر مليارات الدولارات سنويا، وتشكل إحدى ركائز رؤيتها الاقتصادية في تنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط.